فضل سورة يس

admin
نشرت منذ شهر واحد يوم 2 يناير, 2025
بواسطة adminتعديل لطيفة بَجو
عجائب وفضائل سورة يس
عجائب وفضائل سورة يس

سورة يس هي من السور المكية في القرآن الكريم وتبدأ بحرفين هما “يس”، وهما من الحروف التي لم يتمكن أحد من معرفة معناهما. ولقارئها فضل عظيم، كما ورد في أحاديث نبوية كثيرة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم أنها قلب القرآن الكريم.

تتميز سورة يس بتطرقها لموضوعات متنوعة تهم العقيدة، وقصص الأنبياء، والوحي وغيرها كثير، إلى جانب أنها تشجع المؤمنين على التدبر في أمور الحياة، وتحثهم على الاستقامة على دين الله.

وبالنظر لفضائل قراءتها، ارتأينا اليوم الحديث عن سورة يس وأسباب نزولها ومقاصدها وأهدافها وغير ذلك من المواضيع.

ما هي سورة يس؟

سورة يس سورة مكية، من المثاني، نزلت بعد سورة الجن، مرتبة 36 في القرآن الكريم في الجزء الثالث والعشرين، وعدد آياتها 83 آية. تبدأ بحرفي الياء والسين اللتين، كما أسلفنا، لا يعلم معناهما إلا الله تعالى، وسميت بهما.

تُعرف سورة يس أيضا بـ “قلب القرآن”، فقد قال أبو عيسى الترمذي، حدثنا قتيبة وسفيان بن وكيع، حدثنا حميد بن عَبد الرحمن الرواسي، عن الحسن بن صالح، عن هارون أَبي محمد، عن مقاتل بن حيان، عن قتادة، عن أنس رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لكل شيء قلبا، وقلب القرآن يس. ومن قرأ يس، كتب اللَّه له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات.”

تكتسي سورة يس أهميتها لأنها تحتوي على معانٍ عظيمة، كما أنها تحث كل مسلمٍ على التفكر في قدرته سبحانه وحكمته. هذا إلى جانب كونها تتضمن العديد من الآيات التي تبعث الاطمئنان والسكينة في قلب كل مؤمن يتلوها، وتفتح أبواب الخير لكل قارئ.

ككل السور المكية، فإن سورة ياسين تركز على كل ما يتعلق بالإيمان، والعقيدة، والجنّة، والنار، والبعث، والحساب، والعقاب. فهي تبدأ بالقسم بالقرآن الكريم، لتتحدث بعد ذلك عن الرسالة المحمدية، وعما ينتظر كل من يكذب برسالات الأنبياء، وتقص قصة أصحاب القرية الذين كذبوا رسلهم، وتختم بحديث عن البعث والنشور.

تجدر الإشارة إلى أن هناك من علماء الدين من يقولون بأن الآية 12 من سورة يس هي مدنية: “إِنَّا نَحْنُ نُحْيي ٱلْمَوْتَى، وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَآثَٰارَهُمۡ، وَكُلَّ شَيءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَام مُبِين.”

 أسباب نزول سورة يس

تختلف أسبابُ نزول سورة ياسين باختلاف آياتها، لأنها ليست من السور التي نزلت دفعة واحدة.

وفيما يلي، نورد لكم بعض أسباب النزول المُتعلِّقة بآيات سورة يس:

  1. في الآية “إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين”: نزلت في بني سلمة حيث كانت منازلهم في طرف المدينة المنورة، وقد جاء عن أبي سعيد الخدريّ أنهم أرادوا التحول عن مساكنهم للنزول قرب الرسول، إلا أنه رفض أن يُعروا المَدِينَةَ، فقال “ألا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ”. قوله تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيم}.
  2. سبب نزول الآيات من 77 إلى 83، فعن ابن عباس أن العاص بن وائل جاء إلى رسول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَم بعظم حائل ففتَّه، وسأله إن كان سيُبعث بعد ذلك. فكان جوابه (ص) :” نَعَمْ، يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا ويُمِيتُكَ، ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ نَارَ جَهَنَّمَ.”

اقرأ أيضا…

سورة ياسين مع الشيخ أحمد الصباغ

أذكار الصباح الكاملة

ما هو دعاء السفر؟

فضل سورة يس

إن قراءة القرآن الكريم بصفة عامة هي من الأمور التي تجلب البركة والأجر منه تعالى لكل مؤمن، وهي كذلك للرقية والشفاء وغيرهم.

ومن بين هذه الأحاديث حديث جاء عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ” و”يس” قَلْبُ الْقُرْآنِ، لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللهَ والدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ، وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ» رواه أحمد.

تتميز سورة يس بمكانةٍ خاصةٍ بين سور القرآن، ومن أبرز فضائلها كما جاء في الأحاديث التي ذكرنا:

  1. تيسير أمور المسلم وتسهيلها: يُنصح بقراءتها كل شخص تعسرت أمامه الأمور وكذا لجلب البركة.
  2. لجلب الراحة النفسية: لأن قراءة سورة يس تجعل القارئ يشعر بالهدوء والسكينة والطمأنينة.
  3. شفاعة للميت: جاء في حديث نبوي شريف رواه معقل بن يسار: “اقرأوا يس على موتاكم” (رواه أحمد). فيبدو أنها تُخفف عن الميت.
  4. المغفرة: عن أبى هريرة قال: قال رسول الله: “من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله، غفر له في تلك الليلة”.
  5. هي قلب القرآن الكريم: قال الرسول في حديث شريف: “إن لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس”.
  6. قراءتها على من يحتضر مفيدة له جدا وتخفف عنه سكرات الموت.

 مغالطات حول فضل سورة يس

خصص الشيخ أحمد الصباغ في برنامجه ‘قصص الحق” على قناة “الرحمة” حلقة خاصة لسورة يس، وأشار إلى أنها من السور التي وردت بخصوصها الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن فضل قراءتها ومكان ووقت قراءتها أيضا.

نذكرها لكم، ليس من باب الاستشهاد وإنما لنبين أنها ليست صحيحة كما قال الشيخ، وإنما هي مغالطات فقط.

إن قراءة القرآن الكريم بنِية البركة والعافية والرزق وغيرها من النعم، ممكن في أي زمان ومكان، ولا يجب ربط سورة معينة بأمر ما.

من الأحاديث التي تحدث الشيخ أحمد الصباغ والتي قال أنه ليس منها شيء، وأنها لا تعدو أن تكون مغالطات لا غير:

  • “لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس”
  • “يس لِما قرأت له”
  • “ما قرأت على ياسين إلا يسرت”
  • “من قرأ يس وكأنه قرأ القرآن عشر مرات”
  • “من قرأها ليلا غفر له”
  • “من قرأها مساء غفر له حتى يصبح، ومن قرأها صباحا غفر له حتى يمسي”

يوضح الشيخ أحمد الصباغ أن هذه الأحاديث كلها إما مكذوبة (أي كذب على الرسول صلى الله عليه وسلم) أو موضوعة (أي وضعها أحدهم متعمدا الكذب عليه صلى الله عليه وسلم)، أو منكرة، أو ضعيفة جدا. وهذا لا ينقص طبعا من قدر هذه السورة.

فهذه الأحاديث إذن كلها غير صحيحة، وينصح بعدم نشرها أو المساهمة في ذلك، حتى لا يصبح ناشرها ممن قال عنهم الرسول الكريم: “من كذب عليّ متعمدا، فليتبوؤ مقعده من النار”.

من جهة أخرى، هنالك حديث آخر اختلف فيه أهل العلم، إلا أنه ضعيف أيضا. وفيه يقول الرسول (ص): “اقرؤوا يس على موتاكم”، “ما من ميت تقرئ عليه سورة يس، إلا هَوّن الله عليه.” وقد صحح بعض أهل العلم هذا الحديث إلا أنهم أخطأوا فيه أيضا. وحتى من قبِلوا هذا الحديث، فإنهم يقصدون فقط وقت سكرات الموت.

وفق ما قال الشيخ أحمد الصباغ كذلك، فإنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أي شيء بخصوص قراءة سورة يس في المقابر على الأموات المدفونين، وبالتالي فإن ذلك بدعة، وكل بدعة ضلالة.

هذا وتنتشر أيضا في بعض المجتمعات العربية عادة يقوم بها بعض الشيوخ، تسمى بـ قراءة “عدِّية يس” على شخص ما مثلا سرق شيئا ما حتى يصاب بمكروه لأنه قام بذلك العمل المشين. تتلى السورة مع بعض الأدعية بعينها.

كل هذا طبعا هو عمل باطل، حسب الشيخ أحمد الصباغ، ولا يجوز لأنه يستعمل القرآن في عمل مكروه، وهو أيضا ابتعاد عن السنة، فلم يرد قط أن النبي أو الصحابة أو السلف السالف قاموا بذلك.

ينصح إذن بقراءة سورة يس دون ربطها بمكان أو صفة أو صيغة أو زمان معين، لأن ذلك مخالف للسنة. يمكن أن نقرأها ليلا، أو نهارا، وللتبرك، والتعبد، وخلال الصلاة أو خارجها، وفي كل الأوقات والأماكن، بنية الشفاء والتداوي، والرزق وغيرها من الأمور.

أهمية سورة يس

تظهر أهمية سورة يس من خلال الحديث التالي، وإن كان بعض الفقهاء يشككون في صحته:

قال أَبو عيسى التّرمذي: حدثنا قتيبة وسفيان بن وكيع، حدثنا حميد بن عبد الرَحمن الرواسي عن الْحسن بن صالح، عن هَارون أَبي محمد، عن مقاتل بن حيان عن قتادة، عن أنس رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى الله علَيه وسلم: “إن لكل شيء قلبا. وقلب القرآن يس. ومن قرأ يس كتب اللَّه له بقراءتها قراءة الْقرآن عشر مرات.”

أسماء سورة يس

ذكر الإمام البقاعي أسماء أخرى لسورة ياسين، ولكن ليس عليها أي دليل، منها:

  • المُعَمِّية
  • القاضية
  • صاحب ياسين
  • قلب القرآن

كما تحدث الطاهر بن عاشور في كتاب “التحرير والتنوير” أنه وجد في بعض الكتب اسما آخر لسورة ياسين، ألا وهو “حبيب النجار”. وهذا أيضا لا دليل عليه في كتب الفقه والسنة والأحاديث والشريعة.

 المواضيع التي تحدثت عنها سورة يس

لقد تطرقت سورة يس إلى مواضيع مختلفة تهم الإنسان المسلم. نذكر من هذه الموضوعات ما يلي:

  1. التطرق إلى القرآن الكريم، وبعث الرسول محمّد صلى الله عليه وسلم للعالم وللناس كافة. قال الله تعالى: “يَس، والقُرْآن الحَكِيم، إِنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِين، عَلَى صِراطٍ مستَقيمٍ، تَنْزِيل العَزِيزِ الرَّحِيم، لِتنذرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُون.”
  2. الحديث عن يوم البعث وعن إحياء كل الموتى ومبعثهم حتى ينالوا جزاءهم. قال جل جلاله: “وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ.”
  3. قصة أصحاب القرية التي جاءها المُرسلون، وسرد أحوالهم وموقفهم من دعوة الأنبياء. قال تعالى: “وَاضْرِبْ لَهُم مثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ.
  4. التأكيد على عظمته سبحانه وتعالى وعلى قدرته بحيث إذا هو أراد شيئا فإنّما يأمره بجملة بسيطة، ألا وهي كن فيكون. قال تعالى: أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم ۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ، فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.”
  5. التأكيد على أن النفع والضر اللذان يصيبان الإنسان خلال حياته على وجه الأرض يملكهما الله سبحانه وتعالى وحده دون غيره.
  6. ذكر قصة حبيب النجار، الرجل الذي جاء من اقصى المدينة لدعم المرسلين في القرية لنشر دعوتهم والذي سيقتله قومه.
  7. العقاب الذي يخص به تعالى كل مكذب.
  8. الإشارة إلى أهمية النفقة في سبيل الله وأهمية الابتعاد عن الشح والبخل.
  9. ذِكر جزاء أهل الجنة وأنهم سيتمتعون وأزواجهم خلال وجودهم بها. قال سبحانه عز وجل: “إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ (57) سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ.”
سورة يس مكتوبة بخط جميل
سورة يس مكتوبة بخط جميل

ما المستفاد وما العبر من سورة يس؟

كثيرة هي العبر التي يتعلم منها كل مسلم من وراء قراءة سورة يس، نذكر منها:

  1. أن القرآن الكريم محكم ومحفوظ لا يمكن لأحد تبديله؛
  2. ضرورة أن يصبر الانسان ويثبت على العقيدة؛
  3. أهمية حمد الله وشكره تعالى على نعمه الكثيرة؛
  4. ضرورة الايمان بالموت وبالساعة كأمرين لا مفر منهما ويحدثان دون إعلان مسبق؛
  5. أن العلم من اختصاص الله سبحانه وتعالى وحده. قال تعالى: “فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.”
  6. استدلال على عداوة الشيطان للإنسان في كل زمان ومكان.
  7. قدرة الله تعالى على إحياء العظام وهي رميم، وأهمية خشيته عن طريق الإيمان بكل ما أُنزل على أنبيائه ورسله. قال تعالى: “وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ.”

مقاصد سورة يس

مقاصد سورة يس متعددة، ويمكن تلخيصها في أنها تروم ترسيخ الإيمان في قلب كل مؤمن، كما تذكره بأصول دينه، وتنذر وتحذر الكافرين، وتوضح قدرة الله وعلمه.

نذكر من مقاصد سورة يس:

  1. التأكيد على أن الإسلام هو رسالة سماوية نزلت على الرسول محمد موجهة للعالم قاطبة؛
  2. تحدي المشركين في الإعجاز الذي يقدمه القرآن الكريم من خلال حَرفيه المُقطَّعين؛
  3. دعوة موجهة إلى العالمين حتى يتبعوا دعاة الخير، وألا يكذبوا الرسل التي يبعثها فيهم جل جلاله، وأن يبتعدوا عن الشرك بالله لأن جزاءه الحساب والعذاب.
  4. تقرير التوحيد، وإثبات الرسالة النبوية، والحَشر، والبعث، والوحي، والقدَر، والحساب والعقاب، وإثبات عِلم الله، وشُكر المُنعِم.
  5. تذكير الناس بكل النعم التي يمن الله عزّ وجلّ بها عليهم وهم في غفلةٍ، وبالتالي فعليه شكره وطاعته؛
  6. التأكيد على وجود الحساب والجزاء والعقاب.
  7. تقديم الأمثال للمؤمنين بالرسل ولمكذبيهم، بمن سبقوهم من أهل القرى الذين كذبوا الرسل وبمصيرهم؛
  8. تبيان أن الشيطان هو أكبر عدو للإنسان وعليه تجنبه.
  9. التأكيد على صدق رسالة النبي محمد من خلال القسَم: “إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ” [يس:3–5].
  10. تأكيد قدرة الله ووحدانيته وعلمه ورحمته الشاملة.

اقرأ أيضا…

حبيب النجار في سورة يس

90 أقوى دعاء للأبناء بالنجاح والتوفيق

65 دعاء المريض بالشفاء من الحديث والسنة

 الدعاء المستجاب بعد سورة يس

هنالك أدعية كثيرة مستجابة ينصح بترديدها بعد سورة يس نذكر منها:

  1. اللهم إنى أسالك بحرمة يس، وبحق هذا الدعاء المبارك، أن تريني حرمك، وتبلغنى زيادة قبر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وتسهل لي كل عسير، وأن تسخر لي خلقك ورزقك.
  2. اللهم عطف عليّ قلوب عبادك من كل ذكرٍ، وأُنثى، وحرٍ، وعبدٍ، وصغيرٍ، وكبيرٍ بالمحبة الدائمة، والمودة، والعطف، وارزقني الستر الجميل، وسخر لي قلوب عبادك. اللهم ارزقني رزقاً حلالاً طيباً واسعاً مباركاً، وكن لي عوناً، ومعيناً، وحافظاً، وناصراً، وأميناً.
  3. سبحان المنفس عن كل مديونٍ. سبحان المفرج عن كل محزونٍ. سبحان من خزائنه بين الكاف والنون. سبحان من إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون. سبحان الذي بيدهِ ملكوت كل شيءٍ وإليهِ ترجعون.
  4. يا مُفَرِج فَرِج ( سبع مرات)، يا قاضي الحاجات، يا مجيب الدعوات، هون على كل عسير ببركة يس.
  5. بسم الله الرحمن الرحيم. يس. والقران الحكيم (سبع مرات) اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين (عشر مرات). إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ، لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ، لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ، إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ. وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ. إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (سبع مرات).

قصة “أصحاب القرية” في سورة يس

حدث هذا في قرية تسمى أنطاكيا بتركيا الحالية.

يقال بأن الله أرسل إلى هذه القرية نبيَّين اثنين، ولكن أهلها كذبوهما، فأرسل الله تعالى ثالثا كُذب هو الآخر، إلا أن رجلا عرف في القريةباستقامته ويدعى حبيب النجار سيقف معهم ضد قريته. وقد بشره الله بالجنة وهو في سكرات الموت.

أطلق الله تعالى في كتابه العزيز اسم “أصحاب القرية” على سكان قرية أنطاكيا للتقليل من شأنهم. قال الله تعالى في الآية 13: ” وَاضْرِبْ لَهُم مثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا المُرسَلُونَ، إِذ أَرْسَلنَا إِلَيهِمُ ٱثْنَينِ فَكَذَّبُوهُمَا، فَعَزَّزنَا بِثَالِثٍ، فَقَالُواْ إِنَّا إِلَيكُم مرسَلُونَ.”

ولما بدأ أهل القرية يقاتلون النبيّين ويعذبوهما، “جَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَة رَجُلٌ يَسْعَى” كما قال تعالى في السورة، وهو الشهير ب “صاحب يس” أو “حبيب النجار”. كان رجلا بكل معنى الكلمة بتصرفاته وشجاعته ووقف في وجه القرية التي كانت تقاتل النبيين، ودعاهم إلى اتباع المرسلين.

بعد موت حبيب النجار، أهلك الله القرية وأصحابها بصيحة واحدة فأصبحت وكأنها لم تكن أبدا. كانت كل الأبواب مفتوحة أمامهم، إلا أنهم لم يختاروا باب الايمان والتوحيد.

سورة يس
سورة يس

قصة “حبيب النجار” أو “صاحب يس” في سورة يس

نتحدث عن رجل ونعم الرجال، تحدثت عنه سورة يس. فقد جاهد في سبيل الله وضرب الله به الأمثال. يقول بعض أهل العلم أن اسمه حبيب النجار.

جاءت قصة حبيب النجار أو كما يسمى أيضا “صاحب يس” (أي صاحب القصة المذكورة في سورة يس) في القرآن الكريم من الآية 13 إلى الآية 29.

كان حبيب النجار المذكور في سورة يس يعمل فعلا في النجارة، ويصنع الأصنام. وقيل بأنه أصيب بمرض في يده، وكان يتقرب كثيرا إلى الآلهة بالقرابين حتى يشفى، دون فائدة. ولما التقى بالرسل الثلاثة، سيحدث بينهم نقاش وسيدعون الله له حتى يشفى، وفعلا عافاه الله فصدق الرسل.

عُرف حبيب النجار بالمهارة في الدعوة، وهو يمكن أن يتعلم منه كل داعية من طريقة معاملته وكلامه وتصرفاته مع أصحاب القرية الذين كان يدعوهم للتوحيد وللإيمان بالرسل.

المؤسف هو أن أصحاب القرية لم يسمعوا دعوة حبيب النجار، بل ضربوه إلى أن سقط أرضا وشرعوا يطؤوه بالأرجل لدرجة أن أمعاءه خرجت من دبره، والدم من فمه. ومع ذلك بقيت آخر كلمات نطقها هي” إِنِّيٓ ءَامَنتُ بِرَبِّكُمۡ فَٱسۡمَعُونِ” سورة يس، الآية 25. وقيل أيضا أن آخر كلماته” إِنِّي إِذا لَّفِي ضَلَاٰلٖ مُّبِينٍ”سورة يس، الآية 24.

لقد كان حريصا على هداية قومه ودعوتهم إلى الحق والايمان بالمرسلون. إن حبيب النجار هو من المبشرين بالجنة عندما جاءته سكرات الموت، فقد قال تعالى:” قِيلَ ٱدۡخُلِ ٱلۡجَنَّةَ، قَالَ يَا لَيۡتَ قَوۡمِي يَعۡلَمُونَ” سورة يس، الآية 26 .

ومن حسن أخلاق صاحب ياسين أنه بقي يدعو قومه للهداية حتى بعدما توفي، بل إنه أرادهم أن يروا النعيم الذين يعيشه وهو فيها. قال عز وجل: “قَالَ يَلَيْتَ قَوْمِي يَعۡلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلۡمُكْرَمِينَ” سورة يس، الآية 27.

سورة يس مكتوبة

الآيات العشر الأولى من سورة يس:

بسم الله الرحمن الرحيم

يسٓ (1) وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ (3) عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ (4) تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ (5) لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمۡ فَهُمۡ غَٰفِلُونَ (6) لَقَدۡ حَقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَىٰٓ أَكۡثَرِهِمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلۡنَا فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ أَغۡلَٰلٗا فَهِيَ إِلَى ٱلۡأَذۡقَانِ فَهُم مُّقۡمَحُونَ (8) وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّٗا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّٗا فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ (9) وَسَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ (10)

بإمكانكم الاستماع لسورة يس من خلال الرابط التالي:

أو قراءة السورة مكتوبة عبر الرابط التالي:

قراءة السورة يس

 

  • خلاصة المقال: سورة يس هي من السورة العظيمة في القرآن الكريم، بالنظر لما تتضمنه من مقاصد جليلة ومعاني. فإلى جانب كونها تذكر المسلمين بالله، فهي تخوفهم من عذابه، وتبشرهم بالجنة، وتحذر الكافرين من النار. كما أنها تحفز كل مؤمن على التدبر في أمور الحياة، وتحثه على الاستقامة على دين الله، وتدعوه إلى القيام بالأعمال التي فيها منفعة له وللمسلمين جميعا.
المصدر قناة الرحمة