علمُ فلسطين، تاريخ ونضال منذ 108 عامًا

لطيفة بَجو
نشرت منذ 3 أشهر يوم 9 سبتمبر, 2024
بواسطة لطيفة بَجو
علمُ فلسطين، تاريخ ونضال منذ 108 عامًا

علمُ فلسطين، بالإنجليزية Flag of Palestine، هو أكثر من مجرد قطعة قماش ملونة، فهو رمز القضية والهوية الوطنية لكل الفلسطينيين، ويعكس تاريخ النضال الفلسطيني الطويل من أجل الحرية والاستقلال.

كما يمثل الأمل في مستقبل أفضل لدولة فلسطين.

نغوص معكم اليوم في تاريخ هذا العلم وأصله والتغيرات التي طرأت عليه، كما نكتشف لغز اختيار هذه الألوان دون غيرها.

علمُ فلسطين

العلم، بالإنجليزية Flag، هو في الأصل قطعة من القماش ذات تصميم فريد، تحمل رموزا وألوانا محددة. تستخدمها دولة أو قبيلة أو مجموعة اجتماعية معينة للتعبير عن انتمائها وهويتها.

استخدم الفلسطينيون علم فلسطين منذ النصف الأول من القرن 20، به ثلاثة خطوط أفقية متماثلة، أسود في الأعلى، وأخضر في الأسفل، ويتوسطهما خط أبيض.

كما يوجد عند بداية العلم، مثلث أحمر بساقين متساويين، ويبلغ رأسه ثلث طول العلم أفقيا.

تاريخ علم فلسطين

صُمم العلم الفلسطيني عام 1916 من طرف الشريف حسين، على أنه علم الثورة العربية، وقد اعتمده الفلسطينيون كإشارة للحركة الوطنية الفلسطينية عام 1917.

كما اعتبر العلم سنة 1947 بألوانه، رمزا وعلامة على الوحدة العربية وحريتها، وذلك من قبل حزب البعث العربي.

وسنة 1948، تم تبني العلم في المؤتمر الفلسطيني في غزة، كما اعترفت به جامعة الدول العربية علما للشعب الفلسطيني.

سنوات بعد ذلك، وبالضبط في 28 مايو/آيار 1964، سيضع المجلس الوطني الفلسطيني ميثاقه القومي. ومن بين النقط التي جاءت فيه، نصت إحدى مواده (رقم 27) على أن يكون لفلسطين هي الأخرى وكباقي الدول علما وقسما ونشيدا وطنيا.

وفي نفس التاريخ، تم تحديد ألوانه كالتالي: أخضر، وأبيض ثم أسود مع مثلث أحمر.

ومع نهاية السنة، ستضع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير نظاما يتعلق بهذا العلم حيث تم تحديد المقاييس والأبعاد الخاصة به، واتخذته الثورة الفلسطينية في السنة الوالية 1965م شعارا لها.

وتبنته منظمة التحرير الفلسطينية في نهاية 1988 كعلم للدولة الفلسطينية. وككل أعلام الدول الأخرى، فإن الراية الفلسطينية تحمل رمزية سياسية.

لذلك، أصدرت الرئاسة بداية 2005 مرسوما رئاسيا يحمل عدد 29 بتحديد أبعاد العلم، وفي نهاية نفس العام، صدر مجددا قانون حرمة العلم، يتعلق، بالإضافة إلى تحديد ألوان العلم ومقاييسه وضرورة احترامه، الأماكن التي سيرفع فيها، إلى جانب العقوبات التي ستطبق في كل من سيخالف أحكام هذا القانون.

تجدر الإشارة إلى أن القانون قد تطرق أيضا للأماكن التي يمكن رفع العلم الوطني فيها ليلا ونهارا؛ وهي المباني الحكومية، والمطارات، والقواعد العسكرية، والمنشآت داخل وخارج فلسطين.

وفي شتنبر من سنة 2015، عبرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن موافقتها على رفع العلم الفلسطيني في مقرها في نيويورك، بعدما صوّتت للقرار 119 دولة، وامتنعت 45 أخرى، بينما عارضت 8 دول.

اقرأ أيضا…

ما هو الواجب، مفهومه، وأقسامه 7 ؟

أفضل 18 واقي شمس لضمان الحماية والجمال للبشرة

الدمام، معلومات شاملة وحصرية لم تكن تعرفها

إلى ماذا يرمز علمُ فلسطين؟

سبقت الإشارة إلى الألوان التي تكون العلم الفلسطيني، ألا وهي الأسود، والأحمر والأخضر والأبيض، وأن كل لون منها له دلالته الخاصة.

إذا كان اللون الأسود يشير إلى راية العقاب التي كانت تحمل خلال غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم في كل الغزوات وكذا خلال عهد الخلافة الراشدة والعباسيين، فإن اللونين الأبيض والأخضر هما اللونان اللذان اعتمدتهما دول الخلافة قديما: الأبيض للأمويين، والأخضر للفاطميين.

كما أضيف اللون الأحمر لعلم فلسطين ، لون الأشراف الهاشميين، ملوك الحجاز وقادة الثورة.

 وصف علم فلسطين؟

 طول علم دولة فلسطين ضعف عرضه، وهو مقسّم إلى ثلاث قطع أفقية متوازية:

الجزء العلوي أسود، ووسطه أبيض، وأسفله أخضر. كما أن به مثلثا أحمر من اليسار.

قاعدة العلم مساوية لعرضه، وارتفاعه مساو لثلث طول العلم.

ألوان علم فلسطين هي: الأسود، والأبيض، والأخضر والأحمر.

نماذج عن تطور علم فلسطين صور

علمُ فلسطين أيام الانتداب البريطاني
علمُ فلسطين أيام الانتداب البريطاني
علمُ فلسطين خلال ثورة 1936
علمُ فلسطين خلال ثورة 1936
علم فلسطين من 1948 إلى 1964
علم فلسطين من 1948 إلى 1964

دول وإمارات في المنطقة استخدمت علم فلسطين

استعمل علمُ فلسطين من طرف عدة إمارات ودول في المنطقة العربية. يتعلق الأمر بـ:

– إمارة شرق الأردن، إذ اعتمد العلم عندما تأسست الإمارة في الأردن سنة 1921 وإلى غاية اعتماد علم دولة الأردن عام 1928.

– الحجاز: استخدم العلم خلال السنوات ما بين 1921-1926، أي خلال الفترة التي سبقت توحيد المنطقة مع نجد، وأيضا تكوين المملكة العربية السعودية.

– الاتحاد الاندماجي بين العراق والأردن سنة 1958 والتي انتهت أشهرا بعد.

– حديثا، كان علمُ فلسطين يرمز إلى شرفاء الحجاز والهاشميين.

كيف يوضع علمُ فلسطين؟

في حالة وجود عدد من الأعلام، فهناك طريقتان لرفع علم فلسطين:

  1. الطريقة الأولى:

توضع الأعلام من اليمين إلى اليسار (يسار من ينظر) حسب الترتيب الهجائي للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، أو الترتيب الأبجدي باللغة الإنجليزية بالنسبة للدول الأعضاء بالأمم المتحدة.

  1. الطريقة الثانية:

يرفع علمُ فلسطين وسط المبنى فيُشرع في رفعه في الوسط، ثم جهة يسار أول علم، ثم إلى يمين العلم الوطني العلم التالي وهكذا. وقد جرت العادة في المناسبات الدولية أن الأعلام ترفع من اليسار إلى اليمين، مع احترام الحروف الأبجدية (يسار من ينظر).

أما داخل المباني، فإن الأعلام ترتب كالتالي:

  1. الطريقة الأولى:

توضع الأعلام بدءا من اليمين (يسار من ينظر) باتجاه اليسار، فإذا كان الحاضرون من دول عربية، فإن الترتيب سيحترم ما يرد في ميثاق جامعة الدول العربية. وإذا حضر الاجتماع مشاركون غير الدول العربية، فسيكون الترتيب وفق ما تعمل به الأمم المتحدة.

  1. الطريقة الثانية:

يتم وضع الشعار الخاص بالمؤتمر وسط الحائط المقابل للداخل إلى القاعة، ثم توضع الأعلام الأخرى انطلاقا من الوسط تحت الشعار يميناً ويساراً. بتعبير آخر، هناك مجموعتان من الأعلام منها ما هو على يمين الشعار وعلى يساره.

اقرأ أيضا…

حساب الطالع وأسرار الأبراج 12

وزارة الخارجية والمغتربين لدولة فلسطين

أجمل 101 عبارة صباح النور لسنة 2024

كيف يرفع علمُ فلسطين على المباني؟

في حالة كان علمُ فلسطين هو الوحيد الذي سيرفع فوق مبنى ما، فيجب أن يكون في وسط البناية أو على أعلى مكان بارز فيها حتى تسهل رؤيته من طرف الجميع.

كما يمكن وضعه في المدخل الرئيسي للمبنى.

إذا وُجد علمان على البناية، فإن تثبيته فوقها يحترم ما يلي:

  • علم دولة عربية أو أجنبية مرفوع بمناسبة زيارة رسمية لرئيس الدولة التابع لها العلم: في هذه الحالة، يثبت علم الدولة الضيف إلى يمين البناية، في حين يوضع علم فلسطين إلى يسارها.
  • علم دولة عربية أو أجنبية مرفوع جوار علمِ فلسطين خلال مناسبة وطنية أو خاصة: في هذه الحالة، يتم تثبيت علم فلسطين يمين البناية، في حين يوضع علم الدولة الضيف يسارها.
    • خلاصة المقال: علمُ فلسطين هو تاريخ وهوية الشعب الفلسطيني الطويل من أجل الحرية والاستقلال. هو يمثل كذلك أمل أمة بأكملها في مستقبل أفضل. لقد مر العلم بعدة تغييرات إلى أن أصبح رمزا لهوية الشعب، واستطاع فرضه على العالم بأسره ورفعه حتى يرفرف عاليا في المحافل الدولية.
المصدر وزارة الخارجية والمغتربين لدولة فلسطين