10 أسرار لتحقيق السعادة الزوجية، كل المتزوجين يبحثون عنها، ولكن قلة قليلة هم الذين يجدونها.
إن من أكبر الأخطاء التي تواجهنا في الحياة الزوجية وتهدد بقاءها هي المنافرة، أو عدم التوفيق بين ما هو ديني شرعي وبين ما هو منتمي للثقافة العامة وأعراف المجتمع وتقاليده ونظرته.
وبالتالي، فإن غالب العلاقات الزوجية التي يقيمها الناس وينشئونها بدوافع شرعية ربما تصطدم مع قانون ما، جملة أو تفصيلا، أو مع واقع الناس.
جدول المحتويات
السعادة الزوجية أي علاقة نريد؟
من خلال ملاحظة الواقع المحيط بنا، كم من أشخاص تزوجوا بعد حب دام سنوات وسنوات، وتذوقوا فيها الحب بكل معانيه، ولم يبق لهم إلا اللقاء الحميمي؟
لقد ظنوا أن الحياة بعد الزواج ستكون خالية من المشاكل، واستبعدوا كل ما قد ينغص حياتهم، وحسبوا أنهم قادرون على القضاء على كل ما قد يعكر صفو علاقتهم، وأن حياتهم ستكون ربيعية طوال الفصول أو ربما ينشئ حبهم فصلا خامسا.
كما فكروا أن الدنيا ستصبح بعد الزواج سعادة مطلقة. لكن هيهات هيهات! لقد تسلل الفتور والنفور إلى حياتهم بعد الزواج، وكذلك المواقف الحياتية التعيسة.
والنتيجة، شاخت ملامح الحب الفتي والمرح بينهم، وشاخت معه أيامهم وانطوت صحيفة ذكرياتهم ليعيشوا على الذكرى، وأصبح الحب حكاية تحكي “كان يا ما كان، في سالف العصر والأوان”.
رحل ملاك الحب محلقا بجناحيه نحو الأفق، وحل محله شبح الواقع والمواقف وتقلبات الأيام والأحوال، وهبطوا سويا من جنة الأحلام إلى جبل الواقع الوعر والممل!
أساس الحياة الزوجية: المودة والرحمة أم الحب؟
ذكر القرآن الكريم في سياق الحديث عن الزواج أنه جعل بين الزوجين مودة ورحمة ولم يقل حبا، فالحب إن كان موجودا سيزين المودة والرحمة ويزيدها جمالا، وإلا، فإن البقاء متوقف على التراحم والتوادد بين الزوجين.
كما لا يشترط تعارف الزوجين شهورا وسنوات لينشأ الحب وُيتوج بالزواج، فهذا في الشريعة يفتح أبوابا لمداخل الشيطان.
فكم سُلبت عذرية الفتيات في الظلام باسم الحب!
وكم متزوجة هربت من زوجها بدعوى الحب!
وكم رجالا فروا من بيوتهم لهثا وراء الحب!
وكم أزواجا وقعوا ضحية قاتل مبهم حين لم يكن بينهما لا ود ولا رحمة!
لذلك، كان ولا يزال، الحفاظ على العرض مظهرا مظاهر العفة في الإسلام، وأن تكون المرأة جوهرة مكنونة داخل لؤلؤة مجوفة من الحياء بعيدا عن لمس الرجل، يستحقها من هو جدير بها.
إن غياب الحب بين الأزواج لم يكن قط سببا في فشل العلاقة، سيما مع ظلال المودة والرحمة الضروريتين لتأدية الواجبات وإقامة الحقوق.
تتحكم العادات في العلاقة الزوجية في مجتمعاتنا، كما أنها تحتاج لفن وخبرة ودراية حتى تنجح وتصل السفينة بر الأمان، خصوصا مع قدوم الأطفال.
10 أسرار لتحقيق السعادة الزوجية
لقد كثر حاليا الطلاق النفسي والعاطفي والتفكير في الانفصال، كما أطلق عليهما الشيخ سعد العتيق، بالإضافة إلى أن المحاكم تنوء بحمل دعاوى الطلاق. نقدم لكم فيما يلي مجموعة من النصائح المهمة المستلهمة من الشريعة الإسلامية ومن علم النفس والاجتماع:
1. الاختلاف والتوافق في الحياة الزوجية
الاختلافات ضرورية بين الناس، وبالتالي أمر عادي أن الزوجين يختلفان عن بعضهما البعض في عدة نقاط وأمور.
لكن الأهم ألا يكون الاختلاف كليا أو في المباديء. وماعدا ذلك، فالاختلافات العادية تخلق نوعا من التفاهم، والتفهم يلزمه الكثير من التغاضي والتغافل.
من جهة أخرى، إذا ترصد أحد الزوجين عيبا في الآخر قبل الزواج، وهو يعلم بأنه لا ولن يطيقه، ويصر على الارتباط به بحجة أن بعد الزواج سيتغير، فكيف لو لم يتغير؟ وهل سيتحمل تبعات ذلك؟
لذلك، يُنصح بدراسة الزوجين لبعضهما جيدا فترة ما قبل الزواج، من خلال المواقف ونوعية المشكلات والخلافات وطرق حلها وأسبابها وتقدير النتيجة ومقارنتها بحجم السبب. فهكذا وهكذا فقط، يصبح بإمكان الشخصين تحقيق السعادة الزوجية المنشودة.
اقرأ أيضا
الأعراس السعودية: تعرفي على كافة خطواتها من الألف إلى الياء
ما هو الواجب، مفهومه، وأقسامه 7 ؟
تنظيف البشرة العميق: دليلك لبشرة صحية ومتألقة
2. الذكاء الذي يؤدي للخلاف
الذكاء المفرط من الزوجين أو كليهما يدفع للاستغراق والتحليل الذي يجذب أسباب الخلاف من أقصى الشرق لأقصى الغرب وتقوم المشكلات من اللاشيء وتبعد السعادة الزوجية عن البيت.
لذلك، ويجب عليهما استغلال الذكاء في التفكير السليم والأشياء الجيدة، وليس في تقصي العيوب والبحث عن الزلات والهفوات.
3. الزوجة ليست ملكا لزوجها
على الزوج ألا يترك نفسه تسول له بأنه قد امتلك الزوجة، كما يمتلك قطعة الأثاث في البيت، ويطمئن لبقائها فيهملها أو يغيب أو يتغافل عن طلباتها أو يتعلل بكل شيء ولا يقيم لأسبابها واهتماماتها وزنا.
فهذا يُعد أول مسمار يدق في نعش العلاقة ويبعد السعادة الزوجية، لأن الزوجة ليست ملكا لزوجها، وإنما العلاقة الزوجية هي علاقة تشارك وتكامل.
4. الزوجة ليست خادمة
من أهم نصائح الاستقرار والسعادة الزوجية، عدم اعتبار الزوجة كخادمة لأسرة الزوج أو البيت، فهي لم تتزوج لأجل خدمة أم وأب وأخ وأخت الزوجِ، هي ليست جارية من الصباح حتى المساء.
يجب أن يكون ذلك عن طيب خاطر، مع مداومة الاعتراف لها بالجميل والكلام الطيب والثناء، بل إنها ستقوم بأكثر من ذلك وهي راضيه، لأنها تضع نصب عينيها السعادة الزوجية.
هي تستحق الاحترام والمعاملة على أنها سيدة البيت وليست خادمة، كما يجب أن تسمع الكلمة التي تلين خاطرها وتواسيها وتسليها بعد تعب اليوم.
5. تفهم الزوجة لطبيعة الرجل
لابد أن تفهم الزوجة طبيعة الرجل جيدا، لأن ما قد تعتبره هي اهتماما من وجهة نظرها، قد لا يعجب الرجل بل ربما يسبب له التوتر، فتصبح السعادة الزوجية بعيدة المنال.
كما أن الاهتمام الحقيقي هو ألا تجعله يشعر بالسجن والمراقبة كما لو كان متزوجا من مفتش شرطة.
من جهة أخرى، على الزوجين حفظ أسرار بيتهما وألا يخرجاها للغير، خصوصا النساء يحفظن ألسنتهن عن الحديث في كل تفاصيل البيت وزوجها في جلساتها مع أمها وأخواتها وغيرهن.
6. البيت مملكة الزوجة، عليها ألا تفارقه
إذا كان تحقيق السعادة الزوجية أمرا صعب التحقيق، وظهرت المشاكل، فعلى الزوجة ألا تترك بيتها وألا تفارق مملكتها إلا بسبب الموت أو الطلاق.
إنه بيتها وعرشها الذي لا يجب أن تتركه وتذهب عند أهلها كلما غضبت من زوجها، لأن هذا يصنع الجفاء ويباعد الهوة بينها وبين زوجها.
7. اتخاذ الأهل حكمًا من الطرفين
لكل من الزوجين في العائلة من يكسب ثقتهم. فحبذا لو اتفقا من البداية أن يحتكموا لفلان أو فلان من العائلتين في حالة احتدم الخلاف بينهما، على أن يكون حكما بصيرا وعادلا ذو خبرة وبصيرة.
8. التعامل بالعقل فقط، لا مكان للعاطفة
عادة ما تسلم الزوجة أذنيها إلى النساء، يخططن لها طرق التعامل مع زوجها من واقع خبرتهن قبلها.
وبالتالي، فهي من ستتحمل كل التبعات وعقبات كل شيء، لا هُن، وليس كل الرجال مثل بعضهم، فقد يكون ما عند فلان شيء عادي يمر مرور الكرام، هو عند رجل آخر كبيرة تقوم الدنيا عليها.
9. مفاجأة الزوجة بهدية غير متوقعة
النساء بطبعهن يعشقن المفاجآت.
لا تحتاج إلى أن تكون ثريا لتفاجئ زوجتك. يكفي أن تهتم بالتفاصيل الصغيرة، وأن تجعلها تشعر بأنها مميزة وفريدة من نوعها. فاجئها بإيماءة بسيطة، كأن تكتب لها رسالة حب قصيرة، أو تحضر لها فنجان قهوتها المفضل في الصباح.
بتعبير آخر، اهتم بالتفاصيل الصغيرة التي تجعلها تشعر بأنك تهتم بها حقًا.
10. مساعدة الزوجة في البيت
هي لا تطلب من زوجها تقسيم المهام المنزلية بالتساوي معها، ولكنها تفرح كثيرا إذا فكر يوما في مساعدتها في التنظيف، أو الطبخ، أو الغسيل، أو غيرهم.
كما تكون ممتنة لزوجها عندما يشاركها العناية بالأطفال، سواء كان تغيير الحفاضات، أو الاستحمام، أو اللعب، أو في واجباتهم المدرسية. فيكفي القليل لضمان السعادة الزوجية.
نصائح هامة وسريعة لتحقيق السعادة الزوجية
- على الزوجين وقت الخلاف الكبير أن يتركا القيل والقال، ونقل الكلام من هنا وهناك، هذا يزيد الموقف تعقيدا، ولا يحل المشكلة أبدًا.
- النظام شيء جميل. لذلك، على الزوج أن يقسم وقته بين عمله، وراحته، والقراءة، والأصحاب، والأولاد، وكذلك وقتا للزوجة. وبالتالي، فلن تتداخل العلاقات، وهذا أدعى للاستقرار والهدوء نفسيا واجتماعيا.
- اختيار الأوقات المناسبة للحديث حول شيء مهم، وليس كل شيء يقال في كل الأوقات خصوصا حين يكون الرجل عائدا من عمله مرهقا.
- الخلافات أمام الأطفال هو أسوأ شيء. لذا، فإن للزوجين حجرة خاصة ليتعاتبا فيها وليتكلما فيما يريدان بعيدا عن الأطفال. كما لا ينبغي أن يسمع الأولاد كل ما يتحدثان فيه سيما ما لا يخصهم.
- تخصيص وقت للنزهة والخروج ولو كل أسبوع، ووقت للحديث سويا، يجب على الأزواج الاتفاق على ألا يتدخل أي إنسان بينهما إلا بخير.
- منذ البداية، يجب وضع الحدود التي لا يتعداها أي أحد منهما عند الخلاف، كي تموت المشكلة ويسهل حلها دون تعقيدها بالتصرفات العشوائية الحمقاء.
في النهاية، لتحقيق السعادة الزوجية، على الأزواج باتقاء الله وصالح العمل والحفاظ على بيوتهم وأسرهم وألا تتداخل علاقاتهم ببعضها كي لا تسود الفوضى وتعم العبثية المفسدة لتلك العلاقات، وبعد ذلك، يعض الجميع أيديهم من الندم، حيث لا جدوى من ذلك.
نسأل الله تعالى أن يحفظ بيوتنا جميعا.