أمراض الأطفال: 14 مرَضا مِن أخطرِ أمراضِ الأطْفالِ في فصْلِ الصيْف، الكثيرةِ والمُتعدّدةِ.
فإذا كان فصلُ الحر يعتبر فرصةً ممتعةً للأطفال يتمتعون خلالها ويلعبون ويمرحون أيضا في الهواء الطلق، إلا أنه قد يجْلب معه بعْض الأمراضِ، خاصةً مع ارتِفاع درجات الحَرارة وتغَير نمطِ الحياةِ.
سنعرض لكم اليوم في قصر بعض الأمراض الشائعة في فصل الصيف والتي تصيب الأطفال. كما فكرنا في تقديم علاجات تساعدكم في العناية بصغاركم.
جدول المحتويات
1. السّخُونة أو الحُمى
أحيانا كَثيرةً ترتَفع درجَة حرارَة أطفالِنا أكثر من 38 درجة لتسبب لهم حمى (بالإنجليزية: fever) دون أن نعرِفَ السّبَب، فنصَاب بالخوفِ من أن يحدثَ لفلذاتِ أكبادنا أي مكروه.
يُصَاب الأطفال بالسخونَةِ بسبب عدوى فيروسيةٍ أو بكتيريةٍ، كالتهاب الأذن الوسطى، أو التهابِ المسالكِ البوليةِ، وبسبَبِ ضَربةِ الشمسِ أو حروقِ الشمس، وأيضا نتيجة التطعيم.
في حالةِ أصيبَ الطفْل بالحُمى، علينا مراقَبة دَرجة حرارتِه بانتظامٍ، والحرص على عدمِ تَغطيته، وأن يستحمَّ بالماءِ الفاتر، ويَشرب الماء بِشكلٍ مستمرٍ.
في الحالاتٍ القصوى، يُنصح باستخدام دواءٍ يحتوي على الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol).
2. بُرودَة الأطرافِ
يعاني طفلكِ من حرارةٍ في الرقبةِ والجبهةِ والأيدي الباردة، كما أنه يرتجفُ. بعد قياس حرارته، وجدتِها أعلى من 38 درجة مئوية، فمعنى ذلك أن صغيرك يعاني من الحمى.
علميا، عندما يُصاب الصغارُ بالحمى، يُحاولون بكلِّ الوسائلِ الحفاظ على أكبرِ قدرٍ ممكنٍ من الحرارةِ وسط أجسادِهم، لذلك تبرد الأيدي والقدمين ولكنّ الجبهةَ تبقى ساخنةً!
والنتيجةُ أنهم يرتجفُون وتصطكُّ أسنانُهم ويشكون من البرد. وبعد انتهاءِ ذروة الحُمّى، يتعرّقون وتنخفضُ درجة حرارتهم.
لعلاج الحالة عند الأطفال، يُنصح بخلع ملابس الطفل وتركه بملابسه الداخلية فقط، والعمل على خفضِ الحرارةِ في غُرفته، وكذا الحِرص على أن يشربَ السوائلَ بكثرةٍ.
إذا استمرتْ درجةُ الحرارة فوق 38.5 درجة، يُمكن المُرور إلى استعمال الأدويةِ التي تُخفض الحمى، كالباراسيتامول، (بالإنجليزية: Paracetamol).
3. نزيفُ الأنْف عند الطّفل
يسمى أيضًا الرعاف، وبالإنجليزية Epistaxis، هو مرض شائعٌ جدًا عند الأطفالِ والمراهقينَ والبالغينَ، على حدٍ سواء.
في كثيرٍ من الحالاتِ، لا يكون سببُ هذا النّزيف مرضيا، بل مردُّه إلى جفافِ الأنفِ. مما يؤدي إلى تمزّق في الأوعيةِ الدمويةِ وبالتالي النزيف.
لنعالج نزيف الأنف عندَ الطفل، ينصح بـ:
أولا، الحفاظُ على الهدوء حتى لا يخاف الطفل، فالصغارُ عادةً يخافون عند رؤيةِ الدم.
ثانيا، الضغطُ بقوةٍ على الجزءِ النّاعمِ من الأنفِ، لمدة 10 دقائق على الأقل.
ثالثا، وضعُ رأس الطفل بشكلٍ مستقيمٍ أو مائلٍ قليلاً نحو الأمام.
4. حساسيّة الجِلد
تزداد مخاطرُ تعرضِ الأطفال لحساسيّة الجلد، (بالانجليزية skin sensitivity)، مع حلول فصل الصيف، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتعرقهم وتواجدهم أيضا في الهواء الطلق.
غير أن أسباب حساسية الجلد عند الأطفال في الصيف كثيرة، ونذكر منها العواملُ البيئيةُ، والمواد الكيميائيةُ، والنباتاتُ، وبعض الحيواناتِ، والأطعمة.
ومن أعراضِ حساسيةِ الجلدِ عند صغارنا: الحكةُ، واحمرارُ الجلدِ، والتورمُ، والجفافُ، والتشققاتُ، والبثورُ.
من جهةٍ أخرى، حتى نعالجَ حساسيةَ الجلد عندَ الأطفالِ في فصلِ الصيف، علينا أولا بتجنبِ الحرارةِ والتعرقِ والموادِ الكيميائيةِ والنباتاتِ والحيواناتِ والأطعمةِ.
ثانيا، بالمرطبات: باستخدام مرطبات للبشرة للمحافظة على جلد الصغير.
ثالثا، بأخذ حمامٍ باردٍ لأنه يساعد على تهدئة الحكة.
رابعا، باستعمالِ الكماداتِ الباردةِ على المناطقِ المصابةِ لتخفيفِ أي حكةٍ أو التهابٍ.
5. حُبوب
بسببِ الطقسِ الحارِّ والرطبِ، عادةً ما تظهرُ بعض الحبوبِ على بشرةِ الأطفال خصوصا في طياتِ الجلدِ من الرقبةِ وأعلى الصدرِ والذراعينِ والساقينِ ومنطقةِ الحفّاضِ أيضا.
تسمى عند الأطباء بالطفحِ الجلدي، (بالانجليزية Skin rash).
لعلاجِ الطفحِ الجلدي عند الأطفالِ في الصيفِ، يمكن:
- إبقاء ملابسِ الطفلِ باردةً وجافةً.
- الانتباه إلى ثنايا جلدِ الصغيرِ والحرصُ على ألا تكون مبللةً بالعرقِ أو بالبولِ أو اللعابِ.
- تعريضُ المكانِ المصابِ بالحبوبِ للهواء وإبقائِه دون ملابسَ أطول مدةٍ ممكنةٍ.
- عدمُ وضع أي مرهمٍ على بشرةِ فلذةِ كبدنا.
6. الزُّكام
نزلات البردِ والرشحِ والزكامِ لا تصيب الأطفال في فصل الشتاء فقط، لأنهم قد يصابون بها في أي وقت من السنة.
طفلك مصاب بزكامٍ إذا كان أنفُه محْتقنا ويسيلُ، ولديْه سعال، ويشتَكي من الصّداعِ، ومن حكةٍ في أنفه وعينيه وحلقه، وأيْضا إذا كانت عينُه تدمع.
والآن، إليك بعض طرقِ العلاجِ، اتبعيها مع طفلك في حالةِ إصابتهِ بالزكامِ في فصل الحر:
- تجنبي إعطاءَه مضاداتٍ حيويةٍ بسرعةٍ.
- ساعدي الطفلَ على المضمضةِ بالماء الدافئ والملحِ.
- يجب أن يتناولَ بعض مضاداتِ الاحتقان وأيضا مسكناتٍ للألم.
- شجعيه على الابتعادِ عن الأنشطةِ المرهقةِ والمجهدةِ له، فالطفلُ بطبعه لا يحب السُّكون.
- شجعيه على شربِ كمياتٍ مهمةٍ من الماء، وكذلك بعض المشروباتِ الساخنةِ مثل الأعشاب.
7. قلّة البوْل
اسمها العلمي الاوليكوريا ، (بالانجليزية Oliguria)، هو مرض يُعرف بقلةِ كميةِ البولِ عن الحجمِ العادي الذي يجبُ أن يخْرج من جسمِ كلِّ شخصٍ، مع العلمِ أن الطفل الطبيعي أكبر من 3 سنوات يتبولُ من 5 إلى 7 مراتٍ يوميا.
عادةً، نقولُ بقلة التبولِ عند الاطفالِ إذا كان حجمُ البول أقل من 0,5مل/ كل/ ساعة.
من بينِ أسبابِ قلة البول: الجفافُ، والتهابُ المسالكِ البولية، وانسدادُ مجرى البولِ، وظهورُ كيسٍ في مثانةِ الطفل، واضطرابٌ في الأوعيةِ الدمويةِ في الكلى.
كما أن من أعراضِها انخفاضُ وتيرةِ التبول، والبول داكن اللون، والتنفسُ السريع، والإصابةُ بالتعبِ والخمول الذي قد يبلعُ حد الغيبوبة العطش المستمر.
هذا ويجب في هذه الحالاتِ مراجعة الطبيبِ في أسرع وقتٍ ممكنٍ لتفادي الاصابةِ بالمضاعفات، التي تؤدي إلى العملياتِ الجراحية أيضا.
8. الدودةُ الدّبوسية (الدّيدان) عند صغيرِك
تسَمى أيضا الشعرية أو الأقْصورَة أو الحُرقُص، واسمها العلمي (بالإنجليزية pinworm infection)، ويُصاب بها الكثيرُ من الأطفالِ خلال فصلِ الصيف.
يُصاب الطفلُ بشكلٍ مباشرٍ عندما يتناولُ بأصابعِه البويضاتِ الدودية المجهرية، ويضعها في فمه ويبتلعها، دون أن يعيَ ذلك أثناء لعبه.
كما قد تكون العدوى بشكل غير مباشر من خلال الطعام أو الفراشِ أو الملابسِ أو غيرهم.
تشمل أعراضُ إصابةِ الصغارِ بالدودةِ حكةً في المؤخرة، خاصةً في الليل، وانخفاض في الشهية، بالإضافة إلى الشعور بالإعياءِ الخفيف.
عادة في مثل هذه الحالاتِ المرضيةِ، يصف الطبيبُ دواءً للأسرةِ بكاملها لمدة 15 يوما. تليه فترةُ توقفٍ في انتظار أن تفقص البويضاتُ الجديدةُ، ثم يُعاد تناولُه 15 يوما مجدّدا.
9. التسمّم الغِذائي
آلام في المعدةِ، إسهالٌ، قيءٌ، غثيانٌ، تشنجاتٌ، حمى، أعراضٌ تشير إلى إصابةِ الطفلِ بتسمُّم غِذائي، أو (بالإنجليزية food poisoning).
يستمرّ التسممُ من بضعِ ساعاتٍ إلى ثلاثةِ أيامٍ، وهو ناتجٌ عن استهلاكِ أغذيةٍ ملوثةٍ ببكتيريا مثل الإشريكية القولونيةٍ أو السالْمونيلا أو الليستيريا.
قد يكون الطعام قد لامس البكتيريا قبل أو أثناء أو بعد إعداد الطّعام، وذلك بسبب مشكلة في الطهي أو تخزين أو تنظيف هذا الطعام.
في حالة الإصابة، يجب التفكير في شرب الماء كثيرا، وتجنب الفواكه والخضروات النيئة، ويفضل أكل الأرز والمعكرونة والموز.
كما أن تناول الطعامِ ببطءٍ وبكمياتٍ صغيرةٍ مفيد جدا لأنهُ يسهل عمَل الأمعاءِ. وإذا استمرّ الألم، هنا يجب استشارة الطبيب.
10. الإسْهالُ لدى الصّغار
يعدُّ الإسهالُ السببَ الرئيسي الثالث لوفاة الأطفالِ الذين تقل أعمارُهم عن 5 سنوات، حسب موقعِ منظّمة الصّحة العالمية (بالانجليزية World Health Organization WHO)، مع العلم أنه يمكن الوقايةُ منه وعلاجه.
كما يعَرف الإسهالُ على أنّه إخراج 3 مرات أو أكثر من البراز الرخو أو السائل يوميًا. وقد يكون حادًا أو مزمنًا. يمكن أن ينتج عن عدوى، أو تسمّم غذائي، أو حساسية لبعد المواد أو الجفاف.
للوقاية من الإسهالِ، ينصح بالمواظبةِ على غسلِ اليدينِ بالصّابونِ، واستعمال مياه الشربِ الآمنةِ، التطعيم ضد فيروس الروتا، بالانجليزية rotavirus ، والرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستّة من حياة الطفل.
11. أذن السباح
يسمى (بالانجليزية Swimmer’s Ear/ Otitis Externa).
يعرفها كل من يقضون الكثير من الوقت في الماء. هي عدوى تصيب قناة الأذن بسبب الرطوبة الزائدة فيها، وبالتالي يتهيج الجلد فيها.
كما تسببها أنواع مختلفة من الجراثيم. تبدو الإصابة بأذن السباح خفيفة، ولكنها خطيرة إذا استمرت، حيث يكون لها تأثير قوي ونتائج سلبية على صحة المريض.
يجب الاتصال بالطبيب على الفور إذا كان الطفل يعاني من أي ألم في الأذن مع أو بدون حمى، أو ضعف في السمع في إحدى الأذنين أو كلتيهما، أو ظهور أي إفرازات غير طبيعية من الأذن.
12. احْمرارُ وتلفُ العين عندَ الطفل
من أمراض الأطفال أيضا، يصيب احمرار العين أحبتنا الصغار كثيرا خلال فصل الصيف، وقد يليها تلف العين بشكل نهائي. غير أن العديدين لا يولونه أهمية.
يحدث هذا المرض بسبب تعرض العين لأشعة الشمس فوق البنفسجية الطويلة (أ) و (ب).
ولأن عدسات عين الصغار شفافة جدا أكثر من عين الكبار، وجب الحرص على أن يرتدوا النظارات الشمسية كلما كانوا تحت الشمس، خصوصا وأن الأشعة تصبح أكثر خطورة على الشاطئ، لكونها تنعكس على الماء والرمل.
ولِم لا نضيف أيضا قبعة مع واقي الشمس لحماية أكثر للبشرة كذلك.
13. التهاب الشعب الهوائية
التهاب الشعب الهوائية (بالانجليزية Bronchitis) هو التهاب يصيبُ شعبَ الرئتين، وغالبًا ما تتحسنُ الحالةُ دون علاجٍ خلال حوالي 3 أسابيع.
أعراض الالتهابِ مشابهةٌ لنزلاتِ البردِ أو الانفلونزا، من سعالٍ، وألمٍ في الصدر، وضيقٍ في التنفس، والتهابٍ في الحلق، وسيلانِ الأنفِ، وحرارةٍ عاليةٍ.
لتخفيف أعراض الالتهاب عند الطفل، يجب إجباره على الراحة، وشرب الكثير من السوائل، وتناول مواد مثل الباراسيتامول لتخفيف الألم وخفض درجة الحرارة.
كما يمكن إضافة العسل إلى مشروب دافئ لأنه يساعد في تهدئة الحلق.
14. التهاب الحلق
يحدث التهاب الحلْق أو البلعوم (بالانجليزية Sore throat pharyngitis) عندما يصبحُ حلقُ الطفلِ أحمرَ اللون ومتورمًا ومؤلمًا أيضا، خاصة عند البلع، ويعطيه ألما أو إحساسا بالحكةِ في الحلق.
قد تصاحِب الالتهاب بقع بيضاء أو خطوط من القيح. إذا كان سبب التهاب الحلق هو فيروس البرد، فقد يعاني الصغار أيضًا من سيلانِ الأنفِ والسعالِ وربّما الحمى ويشعرون بالتعب الشديد.
عادة، يختفي التهاب الحلق دون علاجٍ خلال 2 إلى 7 أيام.
يجب زيارة الطبيب إذا كان الطفلُ يعاني من صعوبة في البلع، أو يشخرُ أكثر عندما يكون نائما، أو لديه طفحٌ جلديٌ جديدٌ أو كدماتٌ، أو كتلٌ كبيرةٌ في رقبته، أو ألمٌ في الأذن.
في الختام، نؤكد مجددا بأن الأطفال مُعرضون أكثر من الكبارِ للإصابةِ بعدة أمراض خلال فصلِ الصيف. لذلك، يجب حمايتهم قدر الإمكان والعمل على عرضِهم على الطبيب فور ملاحظةِ أي شيء غير عادي.
كما أن الآباء والأمهات مطالبون بتوفيرِ بيئةٍ آمِنة وصحيةٍ لصغارهم خلال الفصل الحار لحماية فلذات أكبادهم من أمراض الأطفال المنتشرة في الصيف. نطلبُ الصحة والسلامة والعافِية لنا جميعا.
المصدر: منظمة الصحة العالمية