نتحدث اليوم عن عبد الرحمن السديس، خطيب وإمام الحرمين، سعودي الجنسية، والمكنى بأبي عبد العزيز، بالإضافة إلى أنه يعتبر من أكبر وأشهر الأئمة المعروفين والمحبوبين في العالم الإسلامي.
كما يشتهر عبد الرحمن السديس بأسلوبه القرآني الرائع وبصوته الجميل الذي يلهم المسلمين حول العالم.
لمحبي عبد الرحمن السديس إذن، يقدم موقع قصر معلومات عن سيرته ونشأته وعمله وكيف يقضي يومه قبل الصلاة.
السيرة الذاتية لعبد الرحمن السديس
اسمه الكامل هو عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد السديس، من مواليد عام 1382هـ بمدينة الرياض، إلى جانب أنه ينتمي إلى قبيلة عنزة المعروفة على مستوى محافظة البكيرية التي توجد بمنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.
من ناحية أخرى،
اقترن اسم عبد الرحمان السديس بالحرم المكي الشريف، بالإضافة إلى أنه سيذيع صيته بفضل صوته الجوهري والعذب في نفس الآن.
من جهة أخرى،
يبدو أنه قد بدأ العمل في عالم الإمامة والدعوة في سن مبكرة، حيث أمّ بالمصلين في صلاة الجمعة وهو في الثانية عشرة من عمره، وواصل بعد ذلك تطوير مهاراته.
الشيخ عبدالرحمن السديس متزوج من السيدة فاطمة علي السديس، وله معها تسعة أبناء، أربعة ذكور وخمس إناث، وأبناؤه معروفون في المملكة العربية السعودية،
كما يتقلدون مناصب مهمة بها.
شاهد أيضا:
محطات علمية وأكاديمية في حياة عبد الرحمن السديس
تابع الشيخ عبد الرحمن السديس تعليمه الابتدائي بمدرسة المثنى بن حارثة، والتحق بعد ذلك بمعهد الرياض العلمي الذي سينهي دراسته به عام 1399هـ، الموافق لـ 1979 م.
كما عرف عنه أنه حفِظ القرآن الكريم كاملا وهو في سن 12. وقد كان ذلك على يد عدد من قراء المملكة العربية السعودية المعروفين.
من جهة أخرى، التحق شيخنا بكلية الشريعة في الرياض، ليتخرج منها عام 1403هـ/ 1983م، ويتم تعيينه كباحث فيها.
محطات أخرى
على إثر ذلك، لم تتوقف مسيرة السديس التعليمية، إذ أكمل دراسته إلى أن حصل من كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، على دبلوم الماجستير عام 1408هـ الموافق لعام 1987م، قسم أصول الفقه.
ومرة أخرى، لم يكتف عبد الرحمن السديس بهذا القدر من التعليم، بل واصل مشواره التحصيلي والعلمي إلى أن حازَ على درجة الدكتوراه عام 1416هـ/1995م من كلية الشريعة في جامعة أم القرى.
شاهد أيضا
إضافة إلى كل ذلك، يعرف عنه أنه تحمل مسؤولية صلاة التراويح في الحرم المكي في عمر 32 عاما، وهي كما يعلم الجميع ليست بالمسؤولية السهلة.
والسبب في ذلك يرجع لتوفره على كافة شروط الإمامة في المسجد الحرام، على سبيل المثال، حفظ القرآن الكريم، ودرايته الجيدة بأحكام التجويد والترتيل، وتمتعه بصوت جميل جدا ومتميز.
مميزات عبد الرحمن السديس
إلى جانب ذلك، فقد عُرف كذلك وفي تلك السن المبكرة، بدرايته بأمور الدين الأخرى المفروض توفرها في كل إمام، والمرتبطة بالصلاة.
من جهة أخرى، اشتهر عبد الرحمن السديس بإنجازه العديد من التحقيقات والدراسات، والأبحاث المرتبطة بمجال اشتغاله، بالاضافة إلى أنه يعرف عنه اهتمامه بكل طرق وأساليب التدريس، وبالتصنيفات الخ.
جدير بالذكر أنه تتلمذ على يد مجموعة من العلماء والشيوخ كالشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الرزاق عفيفي، رحمهما الله، والشيخ الدكتور صالح الفوزان، على سبيل المثال.
مناصب علمية شغلها عبد الرحمن السديس
تقلد الشيخ عبد الرحمن السديس عدة مناصب خلال حياته العملية، نذكر منها:
- إمام وخطيب في عدة مساجد في الرياض، آخرها مسجد الشيخ العلامة عبد الرزاق العفيفي.
- إمام وخطيب في المسجد الحرام منذ عام 1404 هجري الموافق ل 1984 ميلادي.
- محاضر في كلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، قسم القضاء، عند حصوله على درجة الماجستير.
- أستاذ مساعد في كلية الشريعة بجامعة أم القرى، بعدما حاز درجة الدكتوراه.
- هو رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي منذ ثلاثة عقود.
كيف يقضي عبد الرحمن السديس يومه في رمضان؟
يرى عبد الرحمن السديس أن على كل مسلم أن يعتبر شهر رمضان فرصة لبداية صفحة جديدة. وكونه أحد خدام الحرم، وإماما وخطيبا بالمسجد الحرام لا يجعله يختلف عن باقي المسلمين.
من أجل ذلك، فإنه، باعتباره من خدام الحرم، يقضي وقته في المسجد.
بمناسبة شهر رمضان، يدعو السديس المسلمين أيضا إلى استثمار وقتهم في قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه، وكذلك الاستفادة من مقاصده.
بالاضافة إلى ذلك، فإنه ينصح بالابتعاد عن مواقع التواصل وعن الغيبة والنميمة وايذاء الناس وكل الأفعال التي لا يستفيد منها لا الشخص ولا المجتمع.
اقرأ أيضا…
على غرار كل الصائمين، إن إفطار شيخنا يكون بالتمر ورشفات من ماء زمزم أيضا، ولا يخلو كذلك من السمبوسة والشربة والحساء وغيرهم من الأكلات السعودية المعروفة.
يركز عبد الرحمن السديس على تهيئ نفسه لرمضان نفسيا وروحيا واجتماعيا منذ شعبان. بمعنى آخر، كإمام، وككل الأئمة الذين يعول عليهم العالم الإسلامي، فإنهم يخصصون شهر شعبان لمراجعة القرآن الكريم، وهو أصلا يسمى كذلك عند معشر الائمة.
هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فهناك أيضا الاستعداد المرتبط بالجسم والصحة، حيث يتبع الشيخ، باعتباره أحد خدام الحرم، حمية غذائية مضبوطة وصحية خالية من الدهون والسكريات وبدون نشويات كثيرة، حتى لا يزيد وزنه، وبالتالي يفقد النفَس عندما يؤم بالناس، خصوصا خلال التراويح.
البرنامج اليومي لعبد الرحمن السديسي : رحلة بين العبادة والعمل
مع بزوغ فجر كل يوم، يبدأ عبد الرحمان السديس برنامجا روحيا غنيا يجمع بين العبادة والعمل.
برنامج شيخنا اليومي يبدأ بالسحور على ثمرات وشيء من الزبادي، يليه أداء صلاة الفجر جماعة في الحرم. بعد ذلك تبدأ حصة تلاوة ومراجعة القرآن الكريم إلى شروق الشمس.
بعدها يخلد إمامنا إلى بعض الراحة، ليواصل بعد ذلك عمله الإداري ومتابعة الأعمال داخل مؤسسة الحرم مع باقي زملائه من الأئمة والمؤذنين وغيرهم من العاملين وخدام الحرم ومنسوبي رئاسة الشؤون الدينية.
لقد عرف على الشيخ عبد الرحمان السديس، وكأحد خدام الحرم، حرصه على التأكد اليومي من سير العمل وفق المقتضى الشرعي والنظامي.
غير أنه بحلول وقت الإفطار، تتوقف الأعمال، حتى يفطر الجميع. وشيخنا يفطر على تمرات وسمبوسة معدة في الفرن حتى تكون مفيدة للصحة ولا تؤثر على الحنجرة أثناء التلاوة.
اقرأ أيضا:
وللإشارة، فإن شيخنا يفضل شربة يضيف عليها زيت زيتون وفلفل لأنها ذات فائدة للحبال الصوتية.
بعد ذلك، وعند إنتهاء صلاة العشاء، يعود مجددا إلى مكتبه ويستعد لاستقبال الزائرين ومن يقصدونه لطرح تساؤلات أو لإثراء تجربتهم.
قبل السحور، يتوجه عبد الرحمان السديس إلى بيته لتناول وجبة السحور مع أسرته، ثم العودة لعمله. فعلى حد تعبيره، فإنه تقريبا يرابط بالحرم الشريف خلال شهر رمضان.
باختصار، يُعتبر عبد الرحمن السديس من الشخصيات الدينية المرموقة، يقضي يومه في خدمة المسلمين ونشر الوعي الديني من خلال خطبه ومحاضراته وأنشطته الدعوية.
اقرأ أيضا
