التغير الرقمي هو اللغة الحديثة التي تحول إليها العالم أجمع وفي جميع مناحي الحياة، وذلك لأن التحول الرقمي يحقق الوصول السريع فهو أشبه ما يكون بركوب طائرة أسرع من الصوت حينما نقارنه بركوب قطار يمشي على القضبان، ويحقق التحول الرقمي النجاح والثقة والوصول إلى الأهداف إلى جانب تحقيق السرعة في الوصول، فمن خلال التحول الرقمي يمكننا حقا أن نحقق قاعدة السرعة والإتقان.
جدول المحتويات
التحول الرقمي في المرافق
إن قطاع المرافق خاصة من أولى القطاعات التي يحقق فيها التحول الرقمي تغييرا جذريا في أسلوب تقديم الخدمات،
وأيضا في تحقيق أعلى عائد بأقل وقت وجهد، وتيسيرا على متلقي الخدمة أيضا.
قطاع المرافق يواجه الآن تحديات كبيرة في سبيل الوصول إلى تحقيق قاعدة واسعة تشمل جميع مناحي المرافق، وأيضا التحدي الأكبر والأفضل هو تقديم عروض جديدة للمستهلك بحيث يقبل على ذلك التحول بنفسه، بعد أن يشعر أنه سوف يتحول للأفضل من حيث الخدمة ومن حيث التكلفة المالية والعروض المقدمة.
نماذج التسعير البديلة التي يقدمها التحول الرقمي تتيح للمستهلك أن يجعله من أفضل اختياراته، بل ومن أفضل البدائل المتاحة للتحول إليها في سهولة ويسر.
ونستطيع من خلال المعلوماتية الضخمة التي يتيحها الإنترنت الوصول بسلاسة إلى المستهلك وتوعيته بنظم الاستهلاك وطرق السداد دون السماح باحتمالية وقوع خطأ، ليكون مطمئنا إلى ذلك التحول الرقمي الذي يتيح له المزيد من رفاهية الحياة.
التحول الرقمي في قطاع التأمين
قطاع التأمين يوفر لنفسه قاعدة بيانات عريضة، وقاعدة وصول ثابتة، الرقمنة يحقق للتأمين الوصول الأسرع واختصار المسافات، فتستطيع من خلاله تحقيق أعلى (تارجت) لشراء الوثائق وسدادها بدون الحاجة إلى التوسع الجغرافي، سيمكننا هنا التحول إلى المركزية في الإدارة، حيث نستطيع بشبكتنا العنكبوتية الوصول لأبعد نقطة جغرافية والتعامل معها عبر إرسال واتصال وسداد دون الشعور بتلك المسافات، فعامل الوقت والمسافة هنا أصبح مسيطرا جدا من خلال التحول الرقمي في قطاع التأمين، وهو ما يسمى حاليا ( بالرقمنة) ياله من اسم مختصر وجميل يعبر عن الكثير من التكنولوجيا المسخرة لخدمة الوقت والجهد والعميل.
الرقمنة هنا أصبحت عاملا أساسيا لرفع الأداء لشركات التأمين وقطاع التأمين بشكل عام، وذلك الاختصار للجهد والوقت
قد يوفرعائدا ماديا يستخدم لتقديم عروض للعملاء الذين من خلالها يتم الإقبال بشكل أكبر اتساعا على التعامل التأميني لممتلكات الأفراد مثل السيارات والشركات والحياة.
الأفراد يلمسون السهولة في الاشتراك والتعامل و تيسيرات في الدفع الرقمي، وعلاوة على هذا عروض مقدمة من القطاع
التأميني لهم وهنا يتم الإقبال بشكل أكبر وأكثر على التأمين، لقد أصبح التحول الرقمي لغة العصر الحديث وهو محمل بالنجاح في النتائج والوصول بها دوما إلى الأفضل.
الرقمنة في التعليم
يتيح التطور التكنولوجي أن يكون العالم بين يديك بكل ما فيه من تقدم وعلوم وثقافة وتعلم أيضا، ومن هنا أصبح التحول الرقمي لأنظمة التعليم هو بمثابة تطور لابد منه فرضته تطورات الحياة المنفتحة، ومن هنا تحولت الأنظمة التعليمية إلى منصات وبوابات، وظهرت المؤسسات الرقمية التي تسعى إلى قيادة المنظومة التعليمية وتقديمها بشكل جديد تماما غير الشكل التقليدي لمنظومات التعليم السابقة، هذا الشكل أصبح أكثر سرعة وأداء وغزارة في تقديم المعلومات، يتم إرشاد الطلاب إلى مصادر المعرفة بشكل مباشر بحيث يكون دور المعلم هنا دورا توجيهيا فقط، ومن مزايا التحول الرقمي للمنظومة التعليمية هو القدرة على إدراج نتائج الامتحانات في وقت قصير جدا، حيث استطاع الطلاب من خلال نفس المنصة التعليمية خوض امتحاناتهم بكل سهولة ويسر ومن ثم ظهور نتائج دقيقة وسريعة، حيث تكون تلك النتائج متاحة لاحقا لجميع مؤسسات الدولة التي تحتاجها مثل مؤسسات التعليم العالي أو التوظيف والتجنيد وغيرها.
ومن هنا فإن الرقمنة للتعليم أصبح ضرورة حتمية وقد تجسدت فائدته أكثر في فترة تفشي جائحة كورونا عالميا،
حيث استطاع التعليم المرقمن أو رقمنة التعليم أن تواجه تداعيات حظر التجوال وغلق المدارس بكل تفاصيلها دون اعتباره
عقبات تقف في وجه سير العام الدراسي.
التحول الرقمي في الدفع
الرقمنة في دفع الأموال يسعى إلى تحقيق السرعة في الآداء والسهولة في التعامل حيث أن استراتيجية الدفع التي تقتضي المجهود والوقت اختصرت تماما إلي بطاقة دفع،أو كروت ائتمان،أو أونلاين عن طريق النت، كلها تتمكن من دفع الرسوم الحكومية والفواتير، هذا ما يسمى بالتحصيل الإلكتروني الذي يشمل جميع المستحقات الحكومية، وكذلك تستطيع اختصار عمليات الشراء والبيع سواء عن بعد أو من خلال المحلات التجارية،إن الرقمنة في الدفع هي نقلة للمستقبل التي تتحول من خلالها قيمة النقود إلى ضغطة زر وتظل القيمة النقدية تخدم صاحبها بعد أن ارتدت رداء التحول الرقمي الدقيق والسريع.
الرقمنة ونجاح المؤسسات
تسعى المؤسسات الكبرى إلى التحول الرقمي لإداراتها وذلك سعيا وراء تحقيق أهداف التنافس بين المؤسسات، وبرغم أنها
خطوة مكلفة إلا أنها قد تكون جسرالعبور نحو النجاح والتميز والمنافسة أيضا، ولكي تنجح المؤسسات التي تسعى لذلك يجب أن تدرج في التطبيق و مراعاة بعض الشروط منها:
- التنفيذ بشكل تدريجي وذلك للتعامل مع المشكلات والحد من الأخطاء أيضا للسيطرة التامة على عملية التطبيق
والتي إن تحققت يتم الانتقال إلى تطبيق التحول على مساحة أكبر منها وهكذا. - إن الهدف من الرقمنة ليست هي التقنية في حد ذاتها وإنما هو تحقيق مصالح للمؤسسة ومن هنا يجب إحكام
الإدارة على التحول بحيث يحقق للمؤسسة ما تسعى إليه من تقدم ونجاح ويحقق مصالحها. - تعليم تكنولوجي لفريق العمل من خلال دورات ممنهجة وبشكل عملي تمكن الفريق من التعامل على الأنماط
الإليكترونية الجديدة وذلك لتقديم فريق كامل يجيد التعامل مع المشكلات حال حدوثها. - تحقيق معادلة تقليل التكاليف من خلال تقصير الجداول الزمنية للعمل.
- التواصل مع المستخدم وتحقيق تطبيق استخدام وذلك للإفادة تطبيقيا عمليا للتمكين الرقمي بشكل فعلي.
فوائد التحول الرقمي
تحدثنا كثيرا عن الدقة والسرعة، ومجاراة التطور لكن تلك المميزات
ليست وحدها هي فوائد الرقمنة ولكن هناك العديد من الفوائد التي تحسب للرقمنة في جميع المجالات منها:
- تحسين نتائج الاستثمار وإتاحة الاستفادة من نتائجه.
- تطوير وسرعة في الأداء وتحسينه من حيث التعامل مع الطرفين.
- استبدال العملات النقدية بالعملية الرقمية التي تعد آمنة جدا وخاصة في ظل تفشي كورونا.
- الكفاءة العالية في نتائج العمل مع التقليل من الأخطاء المتوقعة.
- المساهمة في زيادة الإنتاج مع تقديم منتج محسن وعالي الجودة
- السرعة في أداء العمل وتغيير العقليات النمطية
- تحسين الجودة والسرعة يؤديان دوما إلى رضا تام من العميل أو مستفيد الخدمة.
- تغيير التفكير القديم والكوادر العقلية المتحجرة إلى أخرى متحررة منطلقة.
أقرا أيضا: شبكات الحاسب وتأثيرها على العالم
عيوب و معوقات التحول الرقمي
وبرغم ما ذكرناه في السابق من مميزات تذكر للتحول الرقمي إلا أن العيوب التي ربما احتواها تطبيق الرقمنة أصبحت تمثل
عائقا لا يمكن إنكاره في طريق تطبيق التحول الرقمي والافادة منه، وهذه العيوب تتعلق بأن تطبيق التحول الرقمي يحتاج إلى مجهود كبير ووقت طويل وإمكانيات عقلية ومادية قد يعتبرها البعض مبالغ فيها أو أنها إهدار للطاقات والأموال.
والتحول الرقمي الذي يخضع للتجريب حاليا قد يواجه احتمالات النجاح والفشل وقد تلحقه العثرات، فمثلا في قطاع التعليم
تحتاج المنصة التعليمية إلى العديد جدا من المدربين سواء للمعلم أو الطالب على حد سواء كما أنها تحتاج إلى مبالغ طائلة
لشراء ما يلزم من أجهزة إلكترونية وسبورات ضوئية متصلة بالانترنت وتحتاج إلى شبكة انترنت قادرة على مواجهة متطلبات
المنصة، وهكذا فإنه للوصول إلى مزايا الرقمنة يجب علينا تخطي
العيوب ومواجهتها بل والعمل على تذليل الصعوبات التي تقف
في وجه التحول الرقمي.
إن التحول الرقمي هو بوابة المستقبل حتى لو أحيانا قابل الرفض المجتمعي وعدم المشاركة وذلك الرفض بسبب أنه شيئ جديد، وهو لغة العصر الحديث التي علينا التحدث بها ويجب أن نتقبلها في محاولة لتذليل الصعوبات وتحقيق التطبيق الفعلي في شتى مجالات الحياة .