مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي” الذي أوقفت وزارة الإعلام الكويتية بثه خلال شهر رمضان الماضي، أسال المداد الكثير، وفتح نقاشاً حول حدود الحرية الفنية ومدى تأثير الدراما التلفزيونية على المجتمع.
ومعها تساؤلات: هل يجب أن تكون الدراما مرآة عاكسة للواقع بكل تفاصيله، أم أنها يجب أن تقدم نموذجاً يحتذى به؟
لقد أثار المسلسل غضب المواطنين الكويتيين لدرجة أنهم طالبوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتدخل السلطات لوضع حد لما اعتبروه مهزلة وتدنيا أخلاقيا.
نتحدث اليوم في قصر عن المسلسل الذي أثار أزمة وجدلا واسعين خلال رمضان الماضي، بالرغم من أن أحداثه جاءت في إطار كوميدي ومشوق حتى يجذب المشاهد.
جدول المحتويات
بطاقة عن مسلسل زوجة واحدة لا تكفي
- عنوانه: زوجة واحدة لا تكفي (الاسم بالإنجليزية One Wife Is Not Enough)
- نوعه: دراما
- المؤلف: هبة مشاري حمادة
- المخرج: علي العلي
- بطولة: هدى حسين وماجد المصري
- عدد الفنانين: 36 فنانا
- البلد الذي تقع فيه الأحداث: مدينة الكويت
- لغة المسلسل: لهجات عربية
- عدد حلقاته: 30 حلقة
- مدة كل حلقة: بين 40 و46 دقيقة.
- سنة الإصدار: 2024
- مواقع التصوير: أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة
- مدة كل حلقة: بين 30 و45 دقيقة
- شركة الإنتاج: MBC
أحداث مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي”
يحكي المسلسل عن شخصية “رشيد” (ماجد المهندس)، رجل أعمال ثري متزوج من “هيلة”(هدي حسين) ولهما 3 بنات، زينة، وشروق وعلياء، تعيش كل واحدة منهن حكاية خاصة، ومنها تتفرع مواقف كثيرة، استغلتها المؤلفة لطرح قضايا وأفكار.
رشيد وهيلة يديران مدرسة مختلطة، هي مسرح أحداث في المسلسل. هو نموذج الزوج المثالي والمحب لزوجته وأبنائه، بينما هي تمثل الزوجة المحبة والناجحة وذات الشخصية القوية.
نكتشف مع توالي الحلقات أن رشيد متزوج سرا من ثلاث سيدات، هن كاميليا ونازك ويارا، وكيف خدع زوجته لمدة طويلة، مادامت الزوجات معلمات معها في المدرسة وهي لا تعلم.
يحكي المسلسل عدة أحداث وقضايا ومشاكل تعيشها الأسرة وكل أبطال العمل الدرامي، مما يتيح التطرق لقضايا اجتماعية متعددة، كمشكل التنمر بين الطلاب داخل المدارس، والذي يؤدي إلى وفاة الطالب قتيبة بعدما سرق مسدس والده لينتقم من المتنمرين عليه.
كما يقع رشيد في عدة مواقف مضطربة ومحرجة وكوميدية مع زوجاته.
أثار المسلسل العديد من القضايا الاجتماعية المعاصرة التي تواجه الأسر والعلاقات الزوجية في المجتمع العربي بصفة عامة، حيث طرح من خلال شخصياته الكوميدية، أسئلة حول الخيانة الزوجية، وتعدد الزوجات ودور المجتمع في تشكيل هذه العلاقات.
طاقم مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي”
شارك في المسلسل 38 ممثلة وممثل، من كل من الكويت ومصر والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والبحرين والعراق، ولبنان وقطر، ندرجهم في الجدول التالي، مع اسمهم في المسلسل:
هدى حسين
(في دور هيلة) |
ماجد المصري
(رشيد) |
أيتن عامر
(كاميليا)
|
فاطمة الصفي
(عالية) |
سحر حسين
(حميدة)
|
أحمد إيراج
(ناصر) |
زينب بهمن
(عطارد )
|
ناصر الدوسري
(عيسى)
|
ضاري عبد الرضا
|
خالد الشاعر
(إبراهيم)
|
نور الشيخ
(نوف)
|
لولوة الملا
(شروق)
|
شيماء يونس
(نازك )
|
رولا عادل
(مريم )
|
قصايد
(نورة )
|
محمد أشكناني
(أبو بدرية)
|
سينتيا صموئيل
(يارا) |
غلا إباء محمد
(لولو)
|
مرام البلوشي
(أم فرح ضيف شرف)
|
حسن محسن
(مراد)
|
شيما الحاج
|
طارق الحارثي
(د. خالد) |
ليلى الرندي
(قوت القلوب)
|
شيخة البدر
(عديلة)
|
نور الغندور
(زينة)
|
ماريا جمعة
(فرح)
|
علي عبد العزيز دشتي
(ضاري)
|
محمد الحوسني
(ضيف شرف ضابط شرطة)
|
سعود الزرعوني
|
أنوار السبيعي
(تمارا )
|
عمار جمعة
|
عبد الوهاب (الصفي
(جبر |
دعاء عبد الله
|
نورة العقيلي (دلال)
|
طلال أبا القلوب
(طارق)
|
ليلى عبد الله
(أمنية)
|
عبد الله الطراروة
(فوزي) |
حمد أشكناني
(فهد) |
قضايا أثارها مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي”
أثار المسلسل حملات مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا من طرف النقاد وجمعيات النفع العام الذين استنكروا العمل بسبب المواضيع التي تطرق إليها والتي ندرجها كالتالي:
- تعدد الزوجات.
- التنمر.
- العلاقات غير الشرعية.
- الخيانة الزوجية.
- زنا المحارم.
- الاعتداء الجنسي على الأطفال.
- العنف المنزلي.
اقرأ أيضا…
الدمام، معلومات شاملة وحصرية لم تكن تعرفها
ما هو الواجب، مفهومه، وأقسامه 7 ؟
لماذا تم منع مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي”
تسبب المسلسل في ارتفاع أصوات المواطنين وجمعيات المجتمع المدني للتنديد بمحتواه. فأصدرت وزارة الإعلام بلاغا في الموضوع.
أكدت الوزارة رفضها التام لكل الأعمال الفنية التي تتضمن إساءة إلى دوله الكويت أو أخلاقيات المجتمع الكويتي.
كما طالبت المعنيين بصنع المسلسل “باحترام القوانين واللوائح والمواثيق” لمنع تكرار مثل هذه المشاهد المسيئة للمجتمع، مشيرة إلى أن” الأعمال الفنية يجب ان تحمل رسائل أخلاقية راقية وتحترم خصوصيات كافة المجتمعات وأن تبتعد عن المساس بالثوابت”.
وبتاريخ 7 أبريل/نيسان 2024، أحالت وزارة الإعلام الكويتية 14 من صناع “زوجة واحدة لا تكفي” على النيابة العامة، وذلك “لاتهامهم بالإساءة إلى قيم وأخلاق المجتمع الكويتي”. كما تم وقف عرض مسرحية “في زين الزمان”، بسبب مشاركتهم فيها.
من جهة أخرى، تم منع الممثلَين المصريين ماجد المهندس وآيتن عامر من التمثيل نهائيا في الكويت، مع العلم أن هذه الكوميديا كان أول مشاركة للمصري في الدراما الخليجية.
بعد ذلك، أعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون قرارًا بعدم السماح بالعرض لأي عمل يضم ضمن فريق عمله أحد الممثلين والفنانين أو الكتاب المشاركين بالعمل الدرامي “زوجة واحدة لا تكفي”.
كما أكدت أن دورها يتمثل في الحفاظ على قيم وتقاليد المجتمع وإبراز صورته الحقيقية وارتباطه بتقاليده وعاداته التي تربت عليها الأجيال بالكويت، وتتوارث أبا عن جد.
تقييمات وانتقادات للمسلسل
تناول مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي” عدة موضوعات اجتماعية تهم المجتمعات العربية بشكل عام.
غير أنه إذا كان بعض المشاهدين قد أحبوا العمل لأنه تطرق لمواضيع مهمة، فإن الغالبية العظمى قد عبرت عن استنكارها لما جاء فيه واستيائها من العمل لأنه يقدم صورة سيئة عن الأسرة والمجتمع بالكويت.
وهكذا، كان العمل الدرامي “زوجة واحدة لا تكفي” محط تقييم وفي نفس الوقت رفض وتنديد من الكثيرين.
للتذكير، فقد سلط الضوء على تيمات اعتُبرت مرفوضة جدا في مجتمع محافظ كالمجتمع الكويتي، من قبيل تعدد الزوجات، والزواج العرفي، وزنا المحارم، والاعتداء الجنسي على الأطفال، والعنف الأسري وغيرهم، وهو الشيء الذي لم يرُق للعديد من المشاهدين.
سخط الكثيرين على العمل الدرامي “زوجة واحدة لا تكفي” جاء نتيجة لتناوله لمواضيع وقضايا لا نناقشها علنا في مجتمعاتنا العربية.
بلغ رفض المواطنين للمسلسل درجة مطالبة العديد منهم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بتدخل السلطات الرسمية من أجل منع وإيقاف بث هذا العمل الدرامي، والذي اعتبره البعض “سخيفا”.
كما وصف المشاهدون المسلسل “بالجريء جدا”، سواء في حوارات الفنانين الذين كان بعضهم يستخدم مفردات وجمل غير لائقة، أو في بعض المشاهد التي تجاوزت حدود الحياء (خصوصا للممثلة المصرية آيتن عامر).
اقرأ أيضا…
جابر الأحمد الجابر الصباح، السياسي والمثقف
أجمل 101 عبارة صباح النور لسنة 2024
نماذج من الانتقادات
علق غالبية المنتقدين للمسلسل تطرقه لبعض القضايا جد حساسة من الحياة الزوجية والعلاقات الأسرية في المجتمع العربي عامة، والكويتي على وجه الخصوص.
وقد جاء على مواقع التواصل عدة انتقادات لمسلسل “زوجة واحدة لا تكفي”من قبيل:
- “قمة الانحطاط، سوالف وألفاظ قذرة”.
- “عمل درامي سخيف لا علاقة له بالمجتمع الكويتي”.
- “صناع هذا العمل الكوميدي يقلدون أسلوب الدراما الأمريكية، وهي بعيدة عنا”.
- “أصحاب هذه الدراما يريدون نشر قيم جديدة علينا”.
- المشاهد في المسلسل “لا تراعي عادات وتقاليد المجتمع”.
- المسلسل تجاوز الخطوط الحمراء بحواره ومواضيعه ومشاهده الجريئة.
كما علق على العمل بعض المتخصصين في المجال، كالناقد الفني الكويتي مفرح الشمري الذي عبر عن سعادته بقرار وزارة الإعلام، لأنها ستسمح برسم “خارطة جيدة لمستقبل فني يقدم القيم الاجتماعية ويحافظ على ثوابتنا وعاداتنا وتقاليدنا”.
كما صرح بخصوص مشهد للمثلة آيتن عامر وهي مع زوجها في المستشفى، بأنه “حوار بذيء… ولغة سخيفة… حوار لا يُقال، ما أعرف كيف الممثلين الموجودين في هذا العمل رضوا فيه، قمة البذاءة”.
من جهته، أشار الناقد الكويتي لافي الشمري بأن قرار وزارة الاعلام الكويتية بخصوص توقيف بث مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي” كان “قرارا في وقته، للحد من التمادي الذي يحصل ولتصيح ما يحصل، وهو قرار في الصالح العام”.
– كما علق المحامي محمد ابراهيم البستكي في حسابه على منصة X، على مشهد آخر في المسلسل، وقال: ” (…) التقليد الأعمى للأعمال الأمريكية ( High School Teen Drama)، انسى مشهد ملعب كرة السلة عشان يفضحون تقليدهم الأعمى للمسلسلات الغربية، هل منتجو هذا العمل ينقلون واقعا؟ هل يخلقون واقعا جديدا يهدفون من ورائه التهجم على منظومة القيم؟ هل هو مجرد تقليد أعمى دون تقدير ما قد يترتب عليه من آثار سلبية؟”
في المقابل، وبالرغم من إثارة مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي” لأزمة اجتماعية ولضجة كبيرة داخل أوساط المجتمع، فقد أشادت عدة أصات بالمسلسل، وأشارت إلى أنها أثْرت قضايا المجتمع وأنه من المفيد طرحها للنقاش وعدم الاكتفاء بالتطرق إليها في دوائر مغلقة.
كما تفاعل آخرون إيجابيا معه وحبذوا فكرة تناوله لجوانب وقضايا من مشاكل المجتمع الكويتي كالتعدد، والخيانة، ومفهوم الأسرة والقيم التقليدية.