ما معنى الواجبُ؟ ما أقسامه السّبعة؟ ما أحكامُه، وما مفهومُه؟ إنّه أوّل أحكامِ التكليف، كما تعلمْناها في كتبِ الدينِ والفقهِ الإسلامي.
وقد اختلف الفقهاءُ والعلماءُ بخصوصِ المعنى الصحيحِ لمصطلحِ الواجب وإذا ما كان مُلزما أمْ لا، وكذا حول الفرقِ بينه وبين مفردِ الفرض.
والنتيجةُ أن ذلك أصبح يتركُ المجالَ واسعًا للخلْط بين المفرديْن عند معشرِ المسلمين، خصوصا من غير المُلِمين بالدّينِ.
لذلك، سنحاول في قصر تسليط الضوءِ على مصطلحِ “الواجب” ونقدم مفهومه في الشرع والفلسفةِ وعند الشيعةِ، بالإضافةِ إلى أحكامه، وأقسامِه، حتى نُنيرَ الرأْي العام.
جدول المحتويات
تعريفُ الواجبِ في اللّغة
يُسمّى بالعربية “الواجبُ”، وبالإنجليزية ” The duty “.
جاء في كتابِ “مجمل اللغة”: وجب البيع وجوبا، إذا حقّ. كما يقال وجب الميت، إذا سقط ومات. ويقال للقتيل إذا سقط أنه مات. كما قال قيس:
أطاعتْ بنو عوْف أميرا نهاهم * عن السلمْ حتى كان أول واجب
وقدْ قالَ تعالى في سورةِ الحجِّ الآية 36: ” فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا “. وهي هنا تعني: إذا سقطت على الأرض بعد نحرها.
كما جاءَ في “لسان العربِ” لابن منظور:
يقال: وَجَبَ الشيءُ يَجِبُ وُجوباً إِذا ثَبَتَ، ولزِمَ.
في الحديث: إِذا كان البَيْعُ عن خِـيار فقد وجَبَ أَي تَمَّ ونَفَذ. يقال: وجب البيعُ يَجِبُ وجوباً، وأَوْجَبَه إِيجاباً أَي لَزِمَ وأَلْزَمَه؛ يعني إِذا قال بعد العَقْد: اخْتَرْ رَدَّ البيع أَو إِنْفاذَه، فاختارَ الإِنْفاذَ، لزِمَ وإِن لم يَفْتَرِقا.
واسْتَوْجَبَ الشيءَ: اسْتَحَقَّه.
والـمُوجِـبةُ: الكبيرةُ من الذنوبِ التي يُسْتَوْجَبُ بها العذابُ؛ وقيل: إِن الـمُوجِـبَةَ تَكون من الـحَسَناتِ والسيئات. وفي الحديث: اللهم إِني أَسأَلك مُوجِـبات رَحْمَتِك.
وأَوْجَبَ الرجلُ: أَتى بمُوجِـبةٍ مِن الـحَسناتِ أَو السيئات.
وأَوْجَبَ الرجلُ إِذا عَمِلَ عَمَلاً يُوجِبُ له الجَنَّةَ أَو النارَ. وفي الحديث: مَنْ فعل كذا وكذا، فقد أَوْجَبَ أَي وَجَبَتْ له الجنةُ أَو النارُ. وفي الحديث: أَوْجَبَ طَلْحَةُ أَي عَمِل عَمَلاً أَوْجَبَ له الجنةَ.
وفي حديث مُعاذٍ: أَوْجَبَ ذو الثلاثة والاثنينِ أَي من قَدَّم ثلاثةً من الولدِ، أَو اثنينِ، وَجَبَت له الجنةُ.
اقرأ أيضًا:
خالد بن الوليد سيف الله الذي لم يُكسر
كم باقي على شهر رمضان 2024، العد التنازلي للشهر الفضيل
ما مفْهومُ الواجبِ عند الفقهاءِ في الشّرعِ والدّينِ؟
مصطلحُ “واجب” عند الشيوخ يعني: الإلزام بالشيء، كما أنه يقرن بلفظة “الفرض”.
يستعمِلهُ العلماءُ أيضًا للدلالةِ على شيءٍ يعتبر فرعًا ملحقًا بالفرضِ في بعضِ الأحكامِ، بالنظرِ إلى كونِه أقلّ إلزامًا من الفرضِ.
تحتملٌ الكلمةٌ عدة معاني حسب سياق الكلام الذي استعمل فيه المفرد. فهو قد يعني:
- الواجبُ العام: هنا نتحدث عن واجباتنا كبشر نحيا على هذه البسيطة، ولدينا التزامات كما حقوق.
- الواجبُ المضاف لحُكم شرعي، كالصلاة أو الزكاة، والحج مثلا.
- الواجبُ الشّرعي: وهو كل ما يتعلق بالدين، ومنه الفرض العملي، وفرض عين، وفرض كفاية مثلا.
غير أن معشرَ المسلمينَ والفقهاء والعلماء والشيوخ اتفقوا على خمسِ تعريفاتٍ للمصطلحِ :
- المعنى الأول: “هو ما يُعاقب على تركه”. في هذه الحالة، فإن تاركه يعاقب، وإن كان الله قد يتفضل عليه بالعفو.
- المعنى الثاني: “هو ما توعد بالعقاب على تركه”.
- المعنى الثالث: ” الذي يُخاف العقاب على تركه.”
- المعنى الرابع: “هو ما يستحق تاركه العقاب على تركه”.
- المعنى الخامس: “هو ما يُذم تاركُه شرعًا بوجهٍ ما”.
أقْسامُ الواجبِ
جاء في كتابِ “تيسيرِ أصولِ الفقهِ للمبتدئينَ ” الشيخ محمد حسن عبد الغفار أن أقسامَ الواجب سبعة، نوردها كالآتي:
1. واجب كفائي: أي أن الشارع ينظر فيه للفعل نفسَه، ولا ينظر للمكلَف الذي يفعَل.
بتعبير آخر أن الله تعالى يريد مثلا أن يقام أمرَ ما، ولكنه في ذات الآن لا يريد أن يَقوم به الكل، بل إنه إذا قامَ به واحد فقط، يَسقط عن الآخرين، كعلم اللغَة أو النحو، أو صَلاة الجَنَازة.
2. واجبٌ عيني: هو الذي يجِب أنْ يقوم بهِ كل مكلف، كالصلاةِ، والزكاةِ وحج البيتِ لمن استطاعَ إليه سبيلاً، والصومُ، والشهادةُ، ولكنه لا يسقطُ عن الآخرين.
3. واجبٌ على التخيير: هو الأمر الحتمي الذي أمر به تعالى ولا بد أن يُفعل. بصيغةٍ أخرى أنه طلب الفعل على وجه اللزوم، لكنه ترك الخيارَ للمسلم.
على سبيل المثال، في كفارة اليمين، يُخيّر العبد بين ثلاث: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحريرُ رقبةٍ.
فيختار منها ما يريد، ويلزمه: وإِن لم يفعله كان آثما، وإن فعل واحداً سقط عنه الباقي.
4. واجبٌ على الترتيب: عندما يخيّرُ المسْلم بين ثلاثة أشياءِ مثلاً، وهو عليه القيام بأحدهم، كفديةِ الأذى في الحجِّ، هل سيذبح الشاة، أم يُطعم ستة مساكين، أم يصوم ثلاثة أيامٍ؟ هنا وجب ترتيب الخِيارات حسب استِطاعة العبد.
5. واجبٌ موسع: يقصد به عندما يتوفر الوقت للمرء من أجل إنجاز هذا الفرض، على سبيلِ المثالِ الصلوات والزكاة.
6. واجبٌ مضيق: هو الذي لا يَسع وقته لِمثلِه، كحَج البيتِ، لأنّهُ لا يمكنُ للمسلمِ حج بيتِ الله مرّتينِ في مرةٍ واحدةٍ.
7. قضاءٌ، بمعنى قضاءُ الواجبِ: لا بد للقضاءِ أصوليا من أمرٍ جديدٍ مثله، لأن اللهَ أمرنا بأوامرَ ويجبُ علينا أن نُؤديها، ولمْ يأمرْنا أن نقْضيها، وفي ذلكَ قضاءُ المرأةِ الحائضِ للصيامِ، وليسَ للصلاةِ.
ما أحكامُ الواجبِ؟
يعرف عددٌ كبيرٌ من الأصوليينَ الواجبَ اعتمادًا على حُكمِه وليس بِحده.
في حين، نجِد معشر البلاغةِ والمَنطِقِ وكذا أهل الفلسفةِ يقولون أنه لا بد أن يعرف الشيء بالحد ثم بالحكمِ.
لذلك، فإن حكمه هو “ما يَثابُ فاعلُه ويُعاقب تاركُه”، على سبيلِ المثال، كل تاركي الصلاة سيعاقبون في الآخرةِ من طرفِ عز وجل، في حينَ سيُثاب ويجازى كل مَن واظبَ عليها.
ونفسُ الشيءِ بالنسبةِ للزكاةِ، إذ أن من يُخرج زكاةَ مالِه سيثَاب، في حين سيعاقب تارِكها.
ما الفرْق بين الواجبِ والفرضِ شرعًا؟
يتفقُ غالبيةُ الفقهاء المسلمين على عدمِ وجودِ أيِّ فرقٍ، بلْ كان الشافعي يُساوي بينهما، وهو كل ما يُعاقب على تَركهِ.
في حين، فرّق أبو حنيفة بينهُما، حيث يعتبر الفرض عندَه آكد من الواجبِ، الذي قالَ عنه أنّه “ما لزمَ في الشّرعِ عملا لا علما”.
قال الإمام أبو حنيفة بأن الفرض هو ما ثبت بدليل قطعي، على سبيل المثال قراءة القرآن في الصلاة الثابتة ـ بدليل قوله تعالى في سورة المزمل، آية 20: “فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ. ”
أما الواجب، فهو ما ثبت بدليل ظني، وكمثال تخصيص القراءة في الصلاة بالفاتحة الثابت تبعا للحديث الشريف: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب”.
كما فرّق الحنابلة بينهما بالنسبة للصلاة، ومثلوا للفرض بالركوع والسجود.
من جهتهم، يعتبر المالكية الواجب مرادفا للركن والفرض، وقد مثلوه بالتشهد الأول، وهو ما يعبرونه السنة المؤكدة، أو الواجبة، كما يطلق عليها أحيانا.
وبالتالي، فإن مصطلحات كالركن والفرض والواجب واللازم والحتمي تعتبر جميعها مرادفات لكلمة واحدة هي: “ما اقتضى الشرع فعله على جهة الإلزام”.
من ناحية أخرى، فرق بعض الشيوخ بين الفرض والواجب وقسموهما كالتالي:
- فرض اتفقوا على فرضيته، على سبيل المثال كل ما يخص الصلوات الخمس.
- وفرض لم يتفقوا على فرضيته، وهم ما سمي بالواجب، أو بـ “الفرض العملي”.
4 ميزاتٍ للْواجبِ عند الحنفيّة
إذا كان إذن جُمهور العلماء من المالكيةِ والشافعيةِ والحنابلةِ لم يفرّقوا بين الواجبِ والفرضِ، فإن الأحناف يرون غيرهم، إذ قالوا: الفرض ما ثبت بدليل قطعي، والواجب هو كل ما ثبت بدليل ظني.
مثالٌ على الدليلِ القطْعي: المتواتر، كالقرآنِ، هو فرض، لأنه تعالى قال في سورة البقرة، الآية:43 “وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ”. هذا بالإضافةِ إلى الزكاةِ.
أما الذي يثبتُ بالدليلِ الظنّي فهو يُعتبر واجبًا، مثال: الوتر، هو واجبٌ وليس فرضًا.
باختصارٍ، لقد منحَه الحنفيّة بعضَ الخصائصِ، نذكر منها:
العملُ بالمعنى: أي أنه يلزم العمل به كلزوم العمل بالفرض، وينطبق عليه حكم الفرض.
الدليلُ بالمعنى: يقصد بها أن دليله يكون بالظن، وبتعبير آخر أن دلالته غير قطعية.
العلمُ بالمعنى: أي أنه يلزم اعتقاد وجوب الواجب، والإلزام به شرعا، لكن العلم به ليس من المعلوم من الدين بالضرورة.
الحتميةُ بالمعنى: بتعبير مغاير أن هذا الواجب يفيد الإلزام، لكنه يختلف عن إلزام الفرض.
معْنى الواجبِ عندَ الشيعةِ
يعرّفه الشّيعة في الشرعِ على أنه الفعلُ الذي حكمهُ الوجوبُ والإتيانُ به لازمٌ، وتركه معصيةٌ تستحق التوبيخَ والعقابَ من قِبَل الشارع.
ويُقسم الشيعةُ الواجباتِ إلى ما يَلي:
- فروعُ الدين: ومنها الصلاة، والصومُ، والحج، والزكاةُ، والخمسُ، والجهادُ، والأمرُ بالمعروف، والنهيُ عن المنكرِ، والتولي، والتبرّي.
- الصلوات الواجبة: ومنْها الصلوات اليوميةُ، وصلاةُ القضاء لما فات المكلف من الصلواتِ اليوميةِ، وصلاة الآياتِ، وصلاة القضاءِ عن الوالدينِ، وصلاة الميتِ، صلاة الطوافِ الواجبِ.
- الصوم الواجب: ومنه صومُ شهْر رمضان، وصومُ القضاءِ عمّا فات من شهرِ رمضان، وصومُ القضاءِ عن الوالدين، وصوم اليوم الثالثِ من الاعْتكاف، والصوم بدلاً عن الهْدي في الحج، وصوْم كفارةِ النذرِ والقسمِ، وصوْم كفارةِ الإفطارِ العمْدِ في الصومِ الواجب.
من جهةٍ أخرى، قسَّم الشيعة الواجبَ شرعًا إلى الأقْسامِ التالية:
- مطلقٌ ومقيدٌ.
- منجّزٌ ومعلقٌ.
- أصْليّ وتبعيّ.
- تعيينيّ وتخييريّ.
- عيْني وكفائِي.
- مؤقت وغير مؤقت.
- موسّع ومضيّق.
- تعبدي وتوصلِي.
- نفْسي وغيْري.
الواجبُ في الفلْسفةِ؟
يعرّف الفلاسفةُ الواجبَ على أنه “إلزامٌ أخلاقي يجبر الشخص على أداء فعل أو الإمساك عنه دون إكراه خارجي.”
وبتعبير آخر، فإن الواجِب عند الفلاسفةِ هو مجْموعُ الأشياءِ التي يتوجب على كل فرد القيام بها، ويقرنونه بالإكراه أيضا.
وبالتالي، فإن السؤالَ الذي يطرحُ نفسه هُو حوْلَ حدودِ الحريةِ التي يتمتع بها كل شخصٍ ويمتلكها، اتجاه نفسه أولا، ثم اتجاه المجتمعِ الذي ينتمي إليه ثانيا.
والنتيجة، فإن الواجب هو الإلزام الأخْلاقي الذي يبين السلوكََ الذي يجِب أن ينْهجه كل شخصِ.
وقد اختلف الفلاسفة حول مفْهوم الواجبِ والحتمية وحوْلَ طبيعَته أيضا، وما إذا كان يصدُر عن إرادةٍ فاعلةٍ وحرةٍ، أم أنه تصرفٌ وفعلٌ تحْكمه الضرورةُ والإكراهُ.
وندرجُ هنا عن الفيلسوفِ “ايمانيال كانط” الذي يقول بأن الواجب هو فعل إلزامي وإكرهي يقوم به كل شخص لأنه يحترم القانون الأخلاقي الذي شرعه العقل الإنساني.
قدم كانط مثالا على نظريته بالكذب، واستخدمه كتطبيق لأخلاقياته. كما شرحَ بأنه حتى ولوْ بدا لنا أنّ الكذب سيؤدي إلى نتائجَ أفضل من قول الحقيقةِ، فإنه يجب علينا ألا نكْذب أبدا نظرا لوجودِ واجب قوْل الحقيقةِ.
ما هوَ واجِبي؟
- واجبي اتجاهَ الله:
أول ما أوْجب الله عليْنا هي أن نعبده بكل إخْلاص ونفْرده في التوحيد. فقدْ قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم محدّثا معاذ بن جبل، رضي الله عنه: “يا مُعاذُ، أتَدْرِي ما حَقُّ اللَّهِ علَى العِبادِ؟، قالَ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا.”
كمَا يريدُنا أن نحِبه، ونحِب رسوله، ونؤْتي العِبادات، ونبتَعد عن المحَرّماتِ والمعاصِي، ونحْمده ونشْكره على النّعم التي مَنحَنا.
- واجِبي اتجاهَ نفسي:
يُمكن تقسيمُ واجبِنا نحو ذواتِنا إلى أربعةِ أقسامٍ: جسْمُنا، وعقْلنا، وروحُنَا، وأخيرا نفْسنَا.
علينا حماية أجسامنا سليمةً ورعايتِها منْ كلِّ ما من شأْنه أن يؤذيها أو يضرّها، من مرضٍ أو غيره، أو كل ما قد يوصلنا للتهلكةِ. فقدْ قال عز منْ قائل: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”.
لعقْلنا عليْنا حق أيضا، لذلك، من واجِبنا العِناية به من خلالِ تحريكِ العقلِ بالفكرِ والتدبرِ حتى يبْقى دائمًا قادرًا على الموازنةِ والفهْم.
من جهةٍ أخرى، من واجبِنا اتجاه روحِنا الرقي والسموِ بها من خِلال التعبدِ والعبادةِ والتضرعِ والتفكرِ والذكرِ وحضورِ مجالسِ الخير.
وأخيرا، عليْنا العِناية بالنّفس أيضا، وهي التي تقوم بوظيفةِ تحريكِ الفردِ وتشغلُ كل حواسّه، كما أنّها هي التي تَرْقى بعْد المْوتِ، بينما يبقى الجسمُ فريسةً للديدان.
- واجِبي اتجاهَ أسرتي:
من واجِبي مُساعدة أفراد أسْرتي عندما يطْلبون دعمِي، وأن أحترم الصغير والكبيرِ منْهم، ولا أعْصي أوامِر الكبارِ، وأسَاعد في البيْت حسبَ اسْتطاعتي.
كَما أنّني مطالبٌ بالمُشاركةِ في الحياةِ الأسريةِ بأكمَلها وأيْضا إبداءِ الرأيِ في الأمور التي تخصّنا.
- واجبي اتجاهَ مجتمعي:
أول واجبٍ نحو المجتمعِ هو أداءُ وظيفتي على أكملِ وجهٍ، وأن نؤدي كلّ الخدماتِ الاجتماعيةِ التي نحن مطالبون بها، والمشاركة في بناءِ المجتمعِ وكذا في تعليمِ أفرادِه وتوْجيهِهم قدر المستطاع.
- واجِبي اتجاهَ وطنِي:
علي واجبُ حب الوطنِ وتقديمِ الغالي والنفيسِ له لحمايتِه من الأعداء. كما علينا التفوق لمساعدة بلادنا في مسيرتها نحو النماء والرقي.
من جهة أخرى، واجبنا اتجاه الوطن احترام علمهِ ونشيدِه الوطني، والقوانينِ الجاريةِ، وعدم مخالفتِها، والوفاءِ والإخلاصِ له، وكذا حماية ممتلكاتِه ومرافِقه.
- واجبي اتجاهَ الإنسانيّة:
نحن أعضاء في الإنسانيةِ جمْعاء، ولدينا التزامات وواجباتٌ كما لدينا حقوقٌ.
نحنُ مطالبون بالعمل من أجلِ رقيّها وحتى يعيش الجميعُ بصحةٍ جيدةٍ وبعيدين عن الفقرِ والأمراضِ والأوبئةِ والحروبِ وغيرهم.
اقرأ أيضًا:
يوم الجمعة: أفضل الأدعية المستجابة، والقصيرة والشاملة
دعاء الصفا والمروة: الدعاء الروحاني في أجواء الحج والعمرة
أقْوالٌ عن الواجبِ
أرتور شوبنهاور: (Arthur Schopenhauer)
إنه يعارضٌ الطّبيعةَ البشريةَ.
اوغوست كونط: (Auguste Comte)
يَنْبغي أن نحذفَ مُصطلحَ الحقِّ من القاموس، ونُبقي علَيه الواجبِ.
أفلاطون: (Platon)
العدالةُ هي أدَاء الفردِ لواجبهِ وامتلاك لما يَخصّه.
إميل دوركايم: (Émile Durkheim)
إذا قامَ كلٌّ بواجبهِ حصل الجميعُ على حُقوقِه.
مالك بن نبي: (Malek Bennabi)
الحقّ ليس هَدية تُعطى ولا غنيمة تغْتصب، بل هو نتيجةٌ حتميةٌ للقيامِ بالواجبِ.
الواجباتُ المتحتّمات PDF
يضم كتاب “الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة” كلام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب. بمعنى أنهم ملزمون بمعرفتهم والاعتقاد بهم.
وقد جمع العلامة هذه المتحتمات كالآتي:
الأصول 3 التي يجب على كل مسلم معرفتها هي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
كما أن وجود الله له أربعة أدلة هي العقل، والنقل، والحس والفطرة.
المسائلُ الأربعة:
- العلمُ وهو معرفةُ الله، ومعرفَة نبيه (ص)، ومعرفةُ دين الإسلام بالأدلة.
- العمَل به.
- الدّعوة إليه.
- الصّبر على الأذى فِيه.
المسائلُ الثلاث:
- إن الله خلقَنا ورزقنا ولم يتْركنا هملا بل أرسلَ رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.
- أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.
- أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز لهم موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب من قريب.
تعرفنا على ما هو الواجب وما أحكامه، وأقسامه، ومعانيه، ومفاهيمه المختلفة لدى الفقهاء والفلاسفة والشيعة وغيرهم. هو مسؤولية تقع على عاتق كل فرد من أفراد المجتمع، وتُساهم في بناء مجتمعٍ متماسكٍ ومتطورٍ.
ختاما، يمكن القول إنه في الإسلام يمثل الأساس الذي يبنى عليه التعامل الإنساني مع الله ومع بعضه البعض. والالتزام بهذه الفروض لا يعني فقط الحفاظ على العلاقة الدينية والاجتماعية، بل يعني أيضاً تحقيق الرضا الإلهي والوصول إلى الجنة في الآخرة.
وهكذا، فإنه يظل دائماً قيمة ثابتة في حياة المسلم، تحفزه على التمسك بالطاعة والعمل بكل ما هو صالح ومستحب في ظل الإسلام.
المراجع:
- تيسير أصول الفقه للمبتدئين، محمد حسن عبد الغفار، دروس صوتية على الأنترنت.
- لسان العرب – ابن منظور – ج ١ – الصفحة ٧٩٣
- مجمل اللغة لأحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، دار النشر: مؤسسة الرسالة – بيروت، الطبعة الثانية – ١٤٠٦ هـ – ١٩٨٦ م
- مركز معلومات الموارد التعليمية