ثابت البطل أشهر من نار على علم وأفضل من ارتدى القفازات في المنتخب المصري وناديه الأهلي، يتميز بقوة الشخصية لاعبا وبطلا.
ولد البطل عام 1953 بمدينة الحوامدية بدء رحلته مع الساحرة المستديرة فى نادى سكر الحوامديه
كمدافع قبل أن يكتشف موهبته وقدراته فى حراسة المرمى حيث وقعت عليه عينا عبده البقال
مكتشف النجوم للقلعة الحمراء، لينتقل إلى الأهلي عام 1972 ولعب أول مباراة رسمية فى الأسبوع
رقم (33) قبل الأخير موسم 74 – 1975 يوم 21 مارس 1975 أمام المصرى ببورسعيد وكان الأهلى قد حسم الدرع لصالحه.
جدول المحتويات
البطل تاريخ حافل بالإنجازات مع النادي الأهلي
حصل مع الأهلى على 11 بطولة للدوري بينما حصل على بطولة الكأس في سبع مناسبات وكان دوره كبير ومؤثر،
أما على الصعيد القاري فقد حصل على كأس أفريقيا للأندية أبطال الدوري مع الأهلى موسمين عامى 1982, 1987.
وفي عام 1989 توج مع ناديه الأم ببطولة الأفرو آسيوية وفي نفس العام أيضا توج مع فريقه بأحد البطولات التنشيطية .
وبعد أن حقق ثابت البطل 25 بطولة وهو حارساً للقلعه الحمراء، أعلن اعتزاله الملاعب فى ختام موسم 90 – 1991م.
القفازات الذهبية ورحلت المنتخب
استدعي ثابت البطل لمنتخب مصر قبل أن يلعب للأهلي وشارك في أول بطولة عام 1974 بسوريا،
ولعب أمام تونس والمغرب والجزائر والأردن واستمر فى صفوف المنتخب طوال 16 عاماً حيث شارك فى دورة الصداقة
بالسعودية عام 1975 ثم نهائيات كأس الأمم الأفريقية بأثيوبيا عام 1976 ودورة البحر المتوسط فى سبليت عام 1979
ثم دورة لوس أنجلوس الأوليمبية لعام 1984 ونهائيات كأس الأمم الأفريقية في ساحل العاج عام 1984.
لعب ثابت البطل دوراً كبيراً فى فوز مصر بكأس الأمم الأفريقية التى نظمتها عام 1986 حيث شارك فى جميع المباريات
أمام السنغال وساحل العاج وموزمبيق فى الدور الأول أمام المغرب فى دور الـ 4 وأمام الكاميرون فى النهائى 1986،
وفازت مصر 5 – 4 بركلات الترجيح تمكن البطل خلالها من التصدي للركلة الثالثة التى سددها مبيدا وساهم فى فوز مصر
باللقب بعد غياب استمر 27 عاماً.
لم تهتز شباك البطل إلا مرة واحدة طوال البطولة بهدف اللاعب شيرنو يوم السنغالى فى افتتاح البطولة
وهي المباراة التي انتهت بفوز منتخب السنغال 1 – صفر.
شارك ثابت البطل بعد ذلك فى دورة الصداقة بكوريا الجنوبية عام 1987 وفي دورة الألعاب الأفريقية في نيروبي
عام 1987 وحصلت مصر على الميدالية الذهبية ثم في نهائيات كأس الأمم الأفريقية بالجزائر عام 1990
والتي خاضها المنتخب الأوليمبى بدلاً من المنتخب الأول.
وكان ثابت البطل ضمن قائمة المنتخب فى نهائيات كأس العالم بايطاليا عام 1990 لكنه لم يشارك.
ثابت و نظافة شباكه
أعلن الاتحاد الدولي للإحصاء وتاريخ كرة القدم قائمة تشمل حراس المرمى الذين استطاعوا الحفاظ على شباك فريقه نظيفة لأطول فترة ممكنة.
حملت القائمة مفاجأة جميلة لجماهير الكرة العربية عامة والمصرية خاصة، إذ جاء فى قائمة أطول 280 دقيقة قضاها حراس المرمى و شباكهم نظيفة حارس المرمى الراحل ثابت البطل الذى جاء فى المركزين الثانى والرابع على مستوى حراس المرمى فى العالم.
كان البرازيلي جيرالدو بيريرا “ماذا روبى” حارس مرمى نادي فاسكو داجاما البرازيلى احتل المركز الأول، كما ضمت القائمة عدداً كبيراً من أشهر حراس المرمى على رأسهم الروسي ليف ياشين حارس الستينات والذى صنف كأحسن حارس مرمى فى تاريخ كرة القدم.
ودينو زوف حارس مرمى يوفنتوس ومنتخب إيطاليا الأسبق الذي حمل كأس العالم عندما فازت بها إيطاليا تحت قيادته عام 1982،
و أوليفر كان حارس مرمى بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني السابق، و بيرنارد لاما حارس مرمى باريس سان جيرمان
والمنتخب الفرنسى الأسبق، وفان دير سار حارس مرمى أياكس السابق ومانشستر يونايتد والمنتخب الهولندي الحالي،
وبيتر شمايكل حارس مرمى مانشستر يونايتد السابق.
وجاء رقمي الكابتن ثابت البطل في القائمة على النحو التالي:
- الترتيب الثاني في القائمة بـ 1486 دقيقة في الفترة من 07/04/1975 إلى 29/12/1976
- الترتيب الرابع في القائمة بـ 1325 دقيقة في الفترة من 03/03/1978 إلى 16/02/1979
اقرأ أيضا:العرب والألعاب الأولمبية ما بين الخبرة والاحتراف
البطل والإدارة
عام 1995 وقع اختيار مجلس إدارة الأهلى على ثابت البطل ليتولى منصب مدير الكرة بالنادي، وطوال 5 سنوات قضاها فى هذا المنصب قاد ثابت البطل الأهلى إداريا للفوز بـ 9 بطولات هى:
- درع الدوري 5 مرات متتالية مواسم.. 95 – 96, 96 – 97, 97 – 98, 99 – 2000.
- كأس مصر موسم 95 – 1996.
- كأس الأندية العربية أبطال الدوري التي نظمها الأهلى عام 1996.
- كأس النخبة عام 1997 بالمغرب وعام 1998 بتونس.
وفى 28 أغسطس 2000 اعتذر ثابت البطل عن عدم الاستمرار في منصبه بعد أن قضى 21 عاماً فى الأهلى منها 16 عاماً حارساً للمرمى و5 سنوات مديراً للكرة واتجه بعد ذلك إلى ليبيا حيث شغل منصب مدير الكرة بنادي الاتحاد الليبى، لكنه عاد إلى النادي الأهلى بعد أن قرر مجلس إدارة النادي فى جلسته التى عقدها مساء الاثنين 7 يوليو 2003 تعيين ثابت البطل مديراً للكرة امتداداً لجهوده المخلصة في هذا المنصب طوال 5 سنوات من قبل.
استجاب البطل لنداء ناديه بعد أن ضحى بالراتب الكبير الذى كان يتقاضاه فى ليبيا (16 الف دولار شهرياً) وضرب بذلك المثل فى التضحية والإيثار وعشق القلعة الحمراء بلا حدود.
حقق البطل خلال تلك الفترة القصيرة كأس السوبر المحلي على حساب الزمالك عام 2003 ودرع الدوري موسم 2004 – 2005 قبل انتهاء المسابة بسبعة أسابيع وأرقام قياسية غير مسبوقة، ليصبح عدد بطولات الأهلى أثناء تولى ثابت البطل منصب مدير الكرة 11 بطولة.
ختام رائع لحياته الرياضية
اختتم ثابت البطل حياته كأروع ما يكون بعد أن شاهد انتصار الأهلى على الزمالك مساء السبت 12 فبراير 2005 وقبل رحيله بساعات بثلاثية نظيفة سجل محمد أبو تريكه منها هدفين وعماد متعب هدف.
كان البطل قد أصر على مشاهدة اللقاء من أرض الملعب في مكانه على دكة بدلاء الفريق بإستاد الكلية الحربية رغم تدهور حالته الصحية من منطلق عشقه الشديد للقلعة الحمراء.
أهم مميزاته في الإدارة الشخصية القوية
تميز ثابت البطل بصراحته الشديدة، وأصدر قرارات تأديبية في حق بعض النجوم وقت توليه منصب مدير الكرة بالأهلي، وعلى رأسهم حسام وإبراهيم حسن وإبراهيم سعيد، وأكد المقربون منه أنه كان صاحب شخصية قوية وحاد الطباع، ومتشدد في تنفيذ لوائح الأهلى وتطبيق مصلحة الفريق إلا أنه كان يحمل قلب طفل وسريع البكاء فور رؤية موقف مؤثر.
أنقذ البطل نجوم الأهلى من الموت.
استطاع المخضرم البطل فى إنقاذ لاعبي النادى الأهلى فى السبعينات من الموت المحقق بمدينة الإسماعيلية، عندما كان الأهلي يلعب ضد الإسماعيلى، وتقدم الأهلي عن طريق هدف اللاعب جمال عبد الحميد لعب وقتها هدفا من تسديدة قوية، إلا أن فرحة اللاعبين لم تكتمل، حيث اندفعت جماهير الإسماعيلى إلى أرض الملعب اعتراضًا على قرارات الحكم، وأسرع لاعبو الأهلى والجهاز الفنى إلى غرفة الملابس ففوجئوا بأن الأبواب مغلقة والجماهير تلاحقهم فما كان من البطل إلا أن اضطر لكسر الباب بركلة قوية بقدمه.
البطل إلى مثواه الأخير
استمر ثابت البطل وفيا إلى وطنه خادما لناديه ولمنتخب بلاده إلا أن وافته المنية في 14 فبراير 2005. صدمت من خلاله الأوساط الرياضية المصرية والعربية برحيلة.
وودعت الآلاف من الجماهير نجمهم الفذ بدموع غزيرة فى مشهد مهيب ومؤثر حيث دفن بمدينة الحوامدية مسقط رأسه، وبحضور كبير من الشخصيات الرياضية في نادي الأهلي وبقية الأندية، الرحمة والمغفرة لروحه الطاهرة، إنه البطل ذو العشاق المتدون في الأوساط الرياضية عبر الأجيال والأزمان البطل (ثابت البطل).