الألعاب الأولمبية تعتبر مقياسا هاما يوضح مدى التقدم الرياضي عند الأمم
وتتطلع الشعوب دوما إلى تحقيق المزيد من المراكز ، الألعاب الأولمبية هي حلم الشعوب الذي تحلم دوما للوصول فيه إلى القمة.
في كل مرة وعندما يبدأ العد التنازلي لكل دورة ألعاب ، وأنا أتساءل عن الكم الذي يحرزه العرب من الميداليات مختلفة الألوان؟
وهل سوف يحققون إنجازا يحسب لهم في الألعاب الأولمبية.
جدول المحتويات
موقع الأمم العربية في جوائز الألعاب الأولمبية
في مقارنة سريعة وحاسمة نحو نتائج الأمم العربية في الأولمبياد يحدوني الأمل
رغم أنني متأكد في قرارة نفسي أننا كأمة عربية مجتمعة لن نحصل على أكثر من عشر ميداليات
ملونة وفي جميع الألعاب يحصد نصفها اللاعبون المجنسون .
والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه بقوة في كل محفل رياضي عالمي : ما هي أسباب تخلف الرياضة العربية إلى هذه الدرجة ؟
والتي تجعلنا نكتفي برفع مبدأ المشاركة من أجل المشاركة فقط …. فمعظم الدول العربية لا يرفع علمها سوى في حفل الافتتاح فقط .
فواقع الرياضة العربية
إجمالا مدعاة للشعور بخيبة أمل كبير لدى المواطن العربي الذي يكتفي بمتعة المشاهدة يتابع الأبطال العالميين وهم يتنافسون على إحراز الميداليات رفع علم بلادهم في هذا العرس الرياضي الكبير .
وهذا يدفعنا أن نقف لحظات صدق مع أنفسنا ونراجع واقعنا الرياضي المؤلم بكل موضوعية لنضع الأجيال القادمة على الدرب الصحيح وتكون هناك مواهب عربية ترفع رايتنا عالية في المستقبل.
أقرا أيضا:( ركلات الجزاء الترجيحية) قصة نشأتها وكيفية تطورها
كيف نخلق بطلا عربيا؟
وبمراجعة بسيطة للأسباب التي تؤدي إلى خلق الأبطال الرياضيين نجدها ترتبط بعدة أمور ولعل أهمها :
أولا – الإمكانات المادية :
منذ زمن بعيد سقطت مقولة وفر لي إمكانات مادية أعطيك بطلا، رغم أن معظم المسؤولين عن الرياضة العربية يتذرعون بها بعد كل مشاركة فاشلة، فكم بطل عالمي حقق انجازات عظيمة وهو يعيش في دولة لا تتوفر فيها نصف ما يتوفر في الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي التي تمتلك ما يجعلها تسبق أوروبا وأمريكا في هذا المجال .
إذن أين المشكلة في ذلك؟
إنها تكمن في كيفية الاستغلال الأمثل للإمكانات المتوفرة . وهذا يعود لسوء التخطيط في الدول العربية.
ثانيا – الاحتراف الرياضي :
ونقصد به أن تكون الرياضة هي العمل الذي يمتهن الفرد في حياته ويكسب من خلاله رزقه . ولا نقصد الرياضي اللاعب فقط بل يجب أن تشمل منظومة الاحتراف اللاعب والمدرب والإداري والحكم وكل من له علاقة بالعمل الرياضي.
فنحن في الوطن العربي نفتقد للعمل الاحترافي في ميادين الرياضة المختلفة واللاعب لا يستطيع أن يؤمن مصدر رزق جيد من خلال رياضته التي يمارسها، وكذلك الحال بالنسبة لكل من يعمل في هذا المجال , فتجد الرياضي ينظر للعبة كشيء ثانوي في حياته وخاصة الألعاب الأخرى غير كرة القدم، وحتى تطبيق الاحتراف على لعبة كرة القدم في بعض الدول العربية ما زال بعيدا جدا عن ما نشاهده في العالم المتقدم رياضيا وخاصة دول أوروبا، حيث نرى التزام الجميع بمنظومة الاحتراف من لاعبين ومدربين وإداريين وحكام , ونرى التسويق الصحيح , وتسابق الشركات على رعاية الرياضيين ودفعهم للملايين من الدولارات.
ثالثا – الخبرات العلمية والعملية :
نمتلك في الوطن العربي خبرات عملية كبيرة متمثلة بالكم الهائل من حملة أعلى الشهادات العلمية في شتى التخصصات الرياضية القادرين على تحمل المسؤولية ووضع الخطط الكفيلة عند تطبيقها بارتقاء وتقدم الرياضة العربية , ولكن المشكلة الحقيقة في هذا المجال تتمثل في إبعاد هؤلاء عن مراكز القيادة والتخطيط في الاتحادات الرياضية العربية لأهداف لا يعلمها سوى المسؤولين عن الرياضة العربية أهمها الواسطة والمحسوبية وبالتالي عدم الاستفادة من خبراتهم .
ومن هنا يأتي دور الحكومات العربية ممثلة بوزارات الرياضة والشباب باستقطاب هؤلاء وتحفيزهم للعمل. والتخطيط السليم للرياضة العربية في مختلف الميادين كل حسب تخصصه الأكاديمي لكي نضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
أما من ناحية الخبرات العملية ونقصد بها من يتولى عملية التدريب فلا يخفى على أحد أننا في الوطن العربي نفتقد المدربين الأكفاء والمؤهلين لتولي عملية إخراج أبطال رياضيين على أعلى مستوى وخاصة في الألعاب الفردية , ولذلك ليس من العار أن نستعين ونستفيد من خبراء عالميين في علم التدريب حتى يأخذوا بأيدينا في هذا المجال و ينقلوا خبراتهم للمدربين الوطنيين .
رابعا – الإمكانات والاستعدادات البشرية:
ونقصد بها مدى توفر الخامات البشرية التي تمتلك الموهبة الرياضية وهذه متوفرة في الوطن العربي وبكثرة ،
فكل فرد يولد ولديه استعدادات وميول ورغبات معينة تبعا للظروف الوراثية والمناخية والاجتماعية الخ ،
أي أن كل فرد لديه موهبة معينة ولكنها بحاجة لمن يكتشفها ويعمل على تنميتها منذ الصغر حتى لا تهمل وتندثر مع مرور الزمن .
كيف نستكشف الأبطال العربية ؟
نحن بحاجة إلى تشكيل لجان استكشاف المواهب الرياضية لكي تقوم بدورها في توجيه تلك المواهب،
الاتجاه السليم منذ البداية حسب القدرات البدنية والميول النفسية لتستطيع الوصول لمرحلة الإبداع والتفوق مستقبلا .
دور الإعلام الرياضي
لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام بوسائله المختلفة في حياة الشعوب لما له أثر في توجيه ميول الأفراد
سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية …الخ، ولهذا فإن للإعلام دور كبير في توجيه الرياضيين نحو الألعاب الرياضية المختلفة
واقبالهم عليها , ولكن وللأسف نجد الإعلام العربي يركز على لعبة واحدة ( كرة القدم ) بنسبة تصل إلى 70% وأكثر من المساحات
الزمنية والمكانية المخصصة للرياضة , ولذلك ينشأ الفرد ولا يسمع شيئا عن الألعاب الأخرى , حيث يرى ويشاهد ويسمع كيف الإعلام
يمجد أبطال كرة القدم من لاعبين وأندية ومنتخبات وكأن الرياضة مقتصرة على كرة القدم فقط مما يعتبر سببا مباشرا في العزوف
عن الألعاب الرياضية الأخرى، فإذا ما تحرر الإعلام من أسر كرة القدم و أولى الألعاب الأخرى نفس العناية والاهتمام فإن الناس
ستقبل على ممارسة تلك الألعاب وخاصة الفردية، لأن الناس إذا تعرفت على لعبة معينة وفهمت قوانينها وطبيعة منافساتها
سوف تقبل عليها وتشجع أبنائها على ممارسة تلك اللعبة، وبالتالي ترتفع نسبة استخراج الأبطال من بين الممارسين لتلك اللعبة.
دور المؤسسات التربوية في خلق الأبطال
ونقصد بها المدارس والتي تعتبر المعمل الذي يتم فيه تفريخ الموهوبين رياضيا، وهنا يجب الاهتمام بدرس الرياضة بشكل كبير
حالها كحال أي مادة أخرى من المواد الدراسية. والتعلم بالصغر كالنقش على الحجر،
فيجب أن نكثف دور تلك المؤسسات لما لها من يد فاعلة ودور حيوي في اكتشاف الأبطال وصقل موهبتهم
حتى الخروج بهم وتقديمهم إلى النوادي المتخصصة.
يجب علينا في البلاد العربية أن نحظى الرياضة اهتماما كبيرا وتدريب المواهب وايصالهم إلى مرحلة أن يكونوا
أبطالا حتى لا يكون وجودنا في الأولمبياد هو مجرد تواجد صوري فقط يخلو من تحقيق الإنجازات.