تعرف على النسر بطل الطبيعة الغير تقليدي

صفاء القاضيتعديل admin18 ديسمبر 2020آخر تحديث :
تعرف على النسر بطل الطبيعة الغير تقليدي

النسر هو بطل من أبطال الطبيعة لكنه غير تقليدي، فبطولته قائمة على أنه يحمي الطبيعة دون أن يقتل أو يغدر بالفرائس الآمنة، فهو فقط يأكل أجساد الحيوانات الميتة ويخلص الطبيعة منها.

النسر يعتبر رمز من رموز القوة والحرية يحلق بجناحيه مخترقا السماء العالية،  يخطفك إلى عالم القوة والتحليق عاليا ويعتبر هو كائن منظف  للطبيعة ومخلصا  لها من كل ما يعيق دورة حياة خالية من الملوثات الميتة من جيف الحيوانات محققا دورة حياة طبيعية تتناغم لتحقق للطبيعة رسالة خاصة جدا و هي الحياة الآمنة.

 صفاته وشكله

يعتبر النسر من أكبر الجوارح الطائرة يعيش في كل من القارات آسيا وأوروبا وأفريقيا ومنها سلالة  قديمة وهي نسور العالم القديم وتسمى :

  • acciprttrdae

ومنها السلالة الحديثة وهي نسور العالم الحديث وتسمى :

  • cathartidae

النسر طائر ذو عضلات مفتولة وقوية في جناحيه التي تمكنه من التحليق عاليا و لمسافات بعيدة جدا وذو نظر ثاقب،  حتى ضرب المثل به فقيل نظر ثاقب كالنسر،  يفتح جناحيه باتساع 280 سم ويتغذى على الجيف الميتة للحيوانات،  ويمتلك النسر منقارا حاد جدا يتمكن به من تمزيق أجساد الجيف الميتة واستخراج اللحم منها،  ويتميز برقبة طويلة ليس بها ريش حتى لا تتلوث  بأوساخ الجيف أثناء استخراج قطع اللحم منها،  النسر يمتلك مخالب حادة جدا و ذات نهايات معقوفة،  ومنقاره معقوف أيضا  وهذا  يساعده على تقطيع الجيف بسهولة واستخراج غذائه من قطع اللحم الداخلية في جسد الحيوان الميت  هذا المظهر الحاد و المعقوف للمنقار والمخالب أضاف للنسر مظهرا مفترسا.

كيف يبحث النسر عن الغذاء

تخرج النسور صباحا من أوكارها في الجبال وتقضي ساعات الصباح الأولى في تنظيف ريشها وجسدها والتسخين للطيران والقيام بفرد الأجنحة كنوع من التريض وتقوية الأجنحة،  لأنه أمامه رحلة طويلة جدا قد تتعدى عدة كيلومترات. لأنه يحتاج في هذه الرحلة الطويلة إلى حركة انسيابية في الطيران. فهو بحاجة إلى الهواء الدافئ الذي يساعده على الانسيابية. لذلك لن يبدأ في الطيران إلا في ساعات الظهيرة. عندما يكون الهواء دافئا بحرارة الشمس ويستطيع  النسر أن يرى الجيفة  بعينه المجردة على بعد كيلومترات من مكانه.

وهي موجودة في حقل أو في جبل أو في الصحراء ثم ينطلق في الطيران القوي والعالي. وعندما يشاهده باقي النسور يدركون أن هناك غذاء و يحلقون خلفه. النسور  لا تصطاد أبدا فهي تعتمد  فقط على الجيفة والميت من الحيوان ولا يبحث إلا عن تلك الجيف فلا يحاول أن يصطاد أي حيوان حي. وهذا يعتبر ميزة جميلة في النسور  فهو لا تهاجم أي حيوان حي. ولا تخطف أو تسرق   مثل الصقر أو حتى الغراب. لذلك سمي حامي الكائنات وبطل الطبيعة لأنه يحمي وينظف الطبيعة من تلك الجيف التي ربما سببت تلوثا كبيرا لو لم تجد من يخلصها منه.

وعندما يصل النسر  إلى المكان الذي به الغذاء تأكل النسور بشكل منظم جدا النسور الكبيرة أولا  ثم الصغيرة. وقد تنشب  بعض المعارك بين النسور المتكافئة في العمر،  وبعد أن تنتهي الوجبة التي غالبا ما تكون كبيرة جدا لأن النسر يأكل أكثر من طاقته فهو  يعرف أنه ربما سوف يقضي وقتا طويلا حتى يحصل على طعامه مرة أخرى. وعندما ينتهي من الطعام عليه أن يستريح حتى يهضم الطعام الذي  أصبح ثقيلا به فلا يستطيع التحليق عاليا فتظل النسور  في نفس المكان تنظف منقارها ومخالبها وريشها من بقايا الوجبة. وعندما تكتمل نظافتها تماما ويهضم الطعام حينها ينطلق عائدا في رحلة العودة المحلقة  أعلى السماء الواسعة.

 التزاوج والتكاثر عند النسور

النسر طائر اجتماعي يحتفظ بزوجة واحدة طوال حياته، ويعيش في مساكن بالجبال وبعد التزاوج يحتضن بيضه ويقتني ويعتني به مع زوجته. يبدأ موسم التزاوج في أول الشتاء في استعراضات كبيرة للنسور لتستعرض طيرانها  وأجنحتها  وتقوم النسور بتمشيط بعضها البعض. وهنا يبدأ الزوج في المغازلة ثم التحليق عاليا ويبدأ التلامس بالأجنحة أثناء الطيران الانسيابي الجميل. ومن هنا يتم الزواج بعد أن يبني عشه من الفروع وحشايا النباتات الجافة وبعدها تضع الزوجة بيضة واحدة فقط. يرقد عليها الزوجان بالتبادل و يعتنيان بها ومن ثم تفقس بعد 55 يوما فرخا أبيض. يخرج وعيناه مفتوحة،  ولا يستغرق سوى عشرة أيام فقط  وبعدها يغادر العش. ويبدأ حياته منفردا  باحثا عن الحياة في ظل مملكة النسور.

النسور في الثقافة العربية

يعتبر النسر في الثقافة العربية  من الطيور الوضيعة، وذلك لأنه يعتبرونه عندهم متصفا  بالجبن، فهو لا يحاول البحث عن الغذاء أو الصيد وإنما يكتفي بأكل الجيفة الميتة،  حتى أنه لا يفعل شيء أبدا في فريسته إلى أن تخرج روحها دون تدخل منه. فعندما يقارن مع العقاب التي لا تأكل إلا الطازج من الفرائس والتي حصلت عليها بمخالبها وقوتها ،  وأما النسر فهو يكتفي فقط بتلك الجيف المتعفنة التي ليس بها نظافة الصيد.

 النسر في الثقافة الغربية

تختلف مكانة النسر في الثقافة الغربية تماما، إذ يعتبر لديهم
أيقونة للحرية والارتفاع والتحليق وخاصة في الثقافه الأمريكيه، التي زخرت شعاراتها بصور النسر، فالنسر يوجد على كثير من الشعارات الحكومية ويعبر الشعار عن الحرية والعلو، والنسر في الأدب الأمريكي أيضا يعبر عن الحرية.

 مخاطر انقراض النسور

أصبحت النسور معرضة مؤخرا إلى خطر الانقراض ويرجع بسبب قلة الجيف التي تتغذى عليها النسور. و ذلك بسبب تطور الطب البيطري الذي يحافظ على حياة الحيوانات ويبعد عنها شر الأوبئة التي تودي بحياة جماعات كثيرة منها ولذلك أصبح النسر على وشك الانقراض. ومن الأسباب أن النسور  تقف على أسلاك الكهرباء فتصاب بالصعق الكهربائي وتفقد أعدادا كثيرة منها،  ومع استعمال المبيدات الحشرية تتسمم بعض الحيوانات وعندما تأكل النسور هذه الجيف المسممة أيضا تتسمم وتموت بأعداد كبيرة يعرضها للانقراض.

النسر الأصلع رمز الحرية الأمريكي

النسر الأصلع هو شعار روحي للولايات المتحدة الأمريكية منذ عام
1782م، الرمز الأمريكي يعبر عن الحرية، وهو ليس أصلعا بشكل
حقيقي ولكن ريشة على رأسه أبيض اللون على عكس جسمه
الذي يكون بنيا غامقا هذا يعكس أنه لا ريش على رأسه أو أنه
أصلع، تنتشر النسور الصلعاء في أمريكا وخاصة خلال فصل الشتاء
تجدهم عند الأنهار والسواحل، و النسر الأصلع لا يصطاد إنما هو
يطارد الطائر الذي بيده فريسه و يضايقه حتى تسقط الفريسة
منه إلى الأرض وبعدها يتوجه النسر إليها مباشرة يتغذى بها،
ويبلغ عمر النسر الأصلع إلى 38 عاما ويعتبر هذا عمرا طويلا، أحيانا تبحث النسور الصلعاء عن الغذاء بشكل تعاوني بينهم.

النسر الأصلع هو نسر كبير وله جسم ثقيل ورأس كبير ومنقار
طويل معقوف، وأثناء الطيران يبسط جناحيه مثل اللوح المستقيم
ويعتبر النسر الأصلع هو أحد أكبر الطيور في أمريكا الشمالية،
وتستطيع النسور الصلعاء البقاء على قيد الحياة في المناطق
الشمالية المتجمدة بعد أن تجمدت البحيرات وقل الغذاء عن طريق
تنويع الغذاء ما بين الجيف الميتة والأسماك، وعن طريق الصيام
لمدة 4 أو 5 أيام اعتمادا على ما أكله بكمية كبيرة في السابق،
ويعتبر يوم الاستقلال الأمريكي الرابع من تموز 1982 هو يوم
احتفاليا برمز الحرية الأمريكي النسر الأصلع، الطائر المحلق دائم الحرية والذي يعمل دوما على حماية الطبيعة لذلك قيل عنه أنه بطل الطبيعة غير التقليدي.

الاخبار العاجلة