الفن هو ذلك الفضاء الواسع الذي ليس له بداية ولا نهاية، ولا يمكن لأي إنسان مهما كان أن يحصيه أو يتحكم فيه، والموهبة هي الكوكب الصغير الذي يحلق في أحضان الفضاء، فالفن ليس له حدود ولا يمكن أن يكون له حدود وإلا أصبح فنا ركيكا مكررا ليس له معنى وخالي من الإبداع.
ومروان خوري هنا لا يملك كوكبا صغيرا فقط بل يملك مجرة بأكملها بها العديد من الكويكبات، تلك المجرة تعدت حدود الإبداع و وخلقت معنى ومفهوم جديد للفن، الفن الذي يلامس الوجدان ويأسر القلوب ويخاطب الروح، الفن الذي يسمو ويرتقي بالمشاعر يطرب الآذان ويذكرنا بالزمن الجميل،إنه الموسيقار مروان خوري.
مروان خوري تعدد وتألق للمواهب
من الطبيعي أن تجد إنسانا موهوبا في شئ معين فهي سمة
مميزة يهبها الخالق للإنسان، ولكن نادرا ما تصادف أن يكون
إنسانا موهوبا في أكثر من شئ وكل موهبة فيه تنافس الموهبة
الأخرى، ومتميز في كل موهبة على حدة مثل الفنان مروان خوري، الذي لقب الفنان الشامل لتلك الأسباب.
فهو كاتب وشاعر وملحن ومطرب واجتمع فيه الإبداع والتميز في كل تلك النواحي حيث تميزت كل واحدة فيها وكأنها الموهبة المنفردة.
كلماته مليئة بالمعاني الجميلة وألحانه ترجف القلب فرحا، وتراقص المشاعر والروح على نغماتها، وصوته عبارة عن أعزوفة تليق بمساء ساكن وبحر هادئ وقمر مضيئ يملأ الأرجاء، وطلته كشمس مشرقة علي زهور صغيرة تعطيها الدفء والحياة.
مروان خوري حياته ونشأته
هو مروان طانيوس كميل الخوري،
ولد في بلدة عمشيت اللبنانية عام ١٩٦٨ ودرس الموسيقى في جامعة الروح القدس.
برع منذ صغره في عزف البيانو، وشارك في حفلات فنية عندما كان في السابعة من عمره
في سنة ١٩٨٧حصل على جائزة في التلحين من جامعة الروح القدس قدمها له ممثل لرئيس الجمهورية،
وانضم في فرقة رفيق حبيقة كعازف في برنامج ستوديو الفن عام ١٩٩٣
الذي عرض على قناة المؤسسة اللبنانية، وعمل مايسترو لفرق أشهر الفنانين مثل الشحرورة صباح، ووائل كفوري وهو في سن المراهقة وقاد فرقة برنامج ” ليلة حظ”مع المخرج سيمون أسمر، وبعام ٢٠٠٢ صدر له ألبوم تحت عنوان خيال العمر وصور منه أغنية يا شوق على طريقة الفيديو كليب التي فتحت له بعدها الانجازات والنجاحات المختلفة.[1]
مروان خوري كل القصايد
تعتبر أغنية كل القصايد من أهم أغاني مروان خوري ولها مكانة خاصة جدا في قلوب محبي وعاشقي مروان،
وحققت نجاحا غير مسبوق على مستوى العالم العربي، وإلي وقتنا هذا يطلبها الجمهور دائما من مروان سواء كان في الحفلات أو اللقاءات التلفزيونية.
تلك التحفة الفنية من كلمات وألحان مروان خوري حيث اجتمعت فيها مواهب الفنان الشامل وتفاعلت مع بعضها البعض لتنتج لنا تلك التركيبة الجميلة التي تفجرت بالمعاني الموحية واللحن والصوت الآسر الذي تعشقه لمجرد سماعه فقط، وهي أيضا كانت بداية مروان الحقيقية التي أصقل بها موهبته ليس فقط في الغناء ولكن في التلحين أيضا، حيث نال ثقة كبار الفنانين الذين لحن لهم مروان أجمل أغانيهم مثل ماجدة الرومي، نوال الزغبي، كارول سماحة ، إليسا، فضل شاكر، صابر الرباعي، نجوى كرم ،أصالة نصري.. وغيرهم
وأشهر الأغاني في الوطن العربي التي حققت نجاحات كبيرة ولاقت صدى كبير،
وأغاني أخرى التي ربما تكون واحدة منها أو أكثر من أغانيك المفضلة ستجدها إما من كلمات
أو ألحان مروان خوري أو كلمات وألحان وغناء مروان خوري مثل كل القصايد وغيرها.
مروان خوري أغنيات وألحان
تعتبر ألبومات مروان خوري حالة فريدة من نوعها، حيث كل ألبوم من ألبوماته تجد فيه كل الحالات الوجدانية المتنوعة تجد حالات الحب العشق، وحالات الهجر والحزن والألم، وتجد الأغاني الوطنية للبنان بلده التي يعشقها مروان وحبها يجري في دمه، واستطاع أيضا الغناء بلهجات مختلفة وبهذه الطريقة كسب مروان قلوب محبيه بمختلف ثقافاتهم ولهجاتهم على مستوى الوطن العربي، و استطاع بفنه وإحساسه أن يصل ويتمركز في أعماق قلوب جمهوره ومن ألبوماته :-
- كاسك حبيبي عام ١٩٨٧ من إنتاج ريلاكس إن.
- خيال العمر عام ٢٠٠٢ من إنتاج ريلاكس إن وميجا ستار.
- كل القصايد عام ٢٠٠٤ إنتاج روتانا وهو نقطة انطلاقته.
- قصر الشوق عام ٢٠٠٥ إنتاج روتانا.
- أنا والليل ٢٠٠٨ إنتاج روتانا وهو من أجمل ألبوماته.
- راجعين ٢٠١٠ إنتاج روتانا.
- العد العكسي ٢٠١٤ إنتاج روتانا وحقق هذا الألبوم نجاحات كبيرة ويعتبر أيضا من أجمل الألبومات.
- بالإضافة إلي أغاني فردية متنوعة وأغاني لمسلسلات لها بصمتها الخاصة.
وحاز مروان جوائز كثيرة من أهمها وأبرزها جائزتين من الموريكس دور وهما :-
- أفضل ملحن عام ٢٠٠٣
- جائزة الفنان الشامل عام ٢٠٠٤
دويتو مروان خوري وسر تميزه ونجاحه
حنجرة رومانسية موسيقية طربية مثل مروان خوري، أبدعت في غناء كل الألوان الغنائية المختلفة وحتي عندما يغني مروان أغنية لمطرب آخر يدهشك بإمكانيات وهدوء وجمال صوته بل وأحيانا كثيرة يتفوق علي صاحب الأغنية، وتتمنى لو كانت هي أغنيته، وامتعنا مروان بدويتو متميز جدا مع كارول سماحة بعنوان “يارب” تفوق مروان فيه ولاقت محبة كبيرة عند المستمعين لسنوات طويلة، وصورت فيديو كليب أيضا وأبدعت أيضا كارول وهو يدور حول عاشقين يدعون الله على أن يديم حبهما أبد عمرهم في جو رومانسي رائع وهي أيضا من كلمات وألحان مروان خوري.
ولا ننسى الدويتو الرائع أيضا مع إلين لحود “بعشق روحك” الذي به سحر خاص لكل المحبين والعاشقين و معتنقي الرومانسية و الإحساس الراقي، ويعتبر من أجمل الأغاني المليئة بالعاطفة والحب وحققت نجاحا باهرا من كلمات وألحان مروان خوري.
ومن هنا نستطيع القول أن براعة مروان الغنائية الفريدة من نوعها جائت من براعته وحبه للموسيقى والألحان، وإحساسه الغنائي العالي المملوء بالشجن جاء من براعته في الشعر وإحساسه بالكلمة ومعنى الكلمة فهذا الخليط المتناغم المكمل لبعضه البعض هو سر تميز مروان خوري، والجدير بالذكر هنا أن والدته كانت تهوى الطرب وكان صوتها جميلا جدا ورأت في ابنها حبه للفن، فعملت على صقل موهبته وتشجيعه، ورأت فيه حلمها الذي لم يتحقق مما دفعه للأمام و زاده إصرارا على النجاح وتحقيق حلمه وحلم والدته.
مروان خوري والمسلسلات
قدم مروان خوري مجموعة جميلة وراقية جدا من أغاني المسلسلات المختلفة،
سواء أغاني تتر أو موسيقى تصويرية في عدة مسلسلات مختلفة ومتنوعة مثل لعبة الموت، قابل للكسر، تشيللو، علاقات خاصة مدرسة الحب وغيرها.
وهذه الأغاني ظلت محفورة في قلوب محبيه حتى بعد انتهاء المسلسل ظلت تلك الأغاني تواصل طريق الإبداع والنجاح.
مروان وبرنامج طرب
وفي أكتوبر عام ٢٠١٧ قدم مروان خوري برنامج طرب على شاشة العربي، وهو برنامج اسم على مسمى حيث يلتقي بكبار نجوم الطرب في الوطن العربي ويمتعون الجمهور بأغاني طربية خالدة من الزمن الماضي الجميل، وأغاني جديدة متنوعة يحبها الجمهور ويتحدثون بصفة عامة عن المواضيع المتعلقة بالأغنية العربية وأغاني الأفلام وغيرها من الموضوعات، ولاقى هذا البرنامج نجاحا مذهلا وتداولت مقاطع كثيرة منه على جميع منصات التواصل الاجتماعي، واستطاع مروان أن يصل لقلوب الناس بصوته وإحساسه الجميل الذي لا يفارقه، وكان مروان متخوفا من تجربة تقديم البرامج هذه لأنها جديدة بالنسبة له ولكن سرعان ما أثبت نفسه كمقدم برنامج وتقبله الجمهور بشكل كبير ونجحت تجربته نجاحا مميزا فهل يمكن أن نرى مروان في برامج أخرى يقدمها ؟ لم لا وهو يتمتع بكاريزما وقبول كبير ويحيطه حب الناس والجمهور الداعم له وخصوصا تلك البرامج الطربية الرائعة التي يفتقرها التلفزيون، ولا تجد منها كثيرا بالمستوى الراقي الذي قدمه مروان.
مروان أشهر عازب في لبنان
الزواج هو الاستقرار في حياة أي شخص، وعندما سئل مروان
عن سبب عزوفه عن الزواج قال إنه يتمنى الاستقرار ولكن حياة
الفنان صعبة وفوضوية وتتسم دائما بعدم الاستقرار وعدم النظام
ولهذا من أهم مواصفات فتاة أحلامه أن تكون
إنسانة عاطفية رومانسية تقدر وتحترم طبيعة عمله ، وأن تكون واعية لدور الفنان تسانده وتقف بظهره ،وقال أيضا أنه قريب جدا من الحب وعاش الحب في مرحلة عمرية سابقة وذاق فرحه ووجعه وعاش كل مراحل الحب ولكن لم تتوج ولم تكتمل لمرحلة الزواج، كما قال أن لديه زملاء مثله في الوسط الفني وخارج الوسط عازفين عن الزواج فهو لا يفكر في هذا الأمر كثيرا ولا يفكر لماذا لم يتزوج إلى الآن،فكل اهتمامه بعمله وفنه متناسيا هذا الموضوع إلى أن يأتي في وقته.
إن مروان خوري حالة فنية نادرة جدا لا تكرر ولا تراها كثيرا، والكنز الحقيقي بالنسبة له هو حب الناس ودعمهم له، وحب الناس هذا لا يأتي من فراغ فهذا دليل على صقل مواهبه الفنية المختلفة وحبه لمهنته التي يسعى فيها جاهدا دائما وأبدا لتقديم محتوى يليق بحب جمهوره ويعيش على مر السنوات، نتمنى أن نراه في أعمال وألبومات أكثر ليروي ظمأ عاشقيه بفنه الراقي المميز وطلته المبهجة دائما.